من أَتَاهُ مِنْك عهد بِأَسْعَد بعهدك مني وَيَقُول الْهَالِك صَغِيرا يَا رب لَو آتيتني عمرا مَا كَانَ من آتيته عمرا بِأَسْعَد بعمره مني فَيَقُول الرب تبَارك وَتَعَالَى فَإِنِّي آمركُم بِأَمْر أفتطيعونني فَيَقُولُونَ نعم وَعزَّتك فَيَقُول لَهُم فاذهبوا وادخلوا جَهَنَّم وَلَو دخلوها مَا ضرتهم شَيْئا فَتخرج عَلَيْهِم قوابض من نَار يظنون أَنَّهَا قد أهلكت مَا خلق الله من شَيْء فيرجعون سرَاعًا وَيَقُولُونَ يَا رَبنَا خرجنَا وَعزَّتك نُرِيد دُخُولهَا فَخرجت علينا قوابض من نَار فظننا أَنَّهَا قد أهلكت مَا خلق الله تَعَالَى من شَيْء ثمَّ يَأْمُرهُم ثَانِيَة فيرجعون وَيَقُولُونَ كَذَلِك فَيَقُول الرب خلقتكم على علمي وَإِلَى علمي تصيرون ضميهم فتأخذهم النَّار
عَن عبد الله بن شَدَّاد رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَاهُ رجل فَسَأَلَهُ عَن ذَرَارِي الْمُشْركين الَّذين هَلَكُوا صغَارًا فَوضع رَأسه سَاعَة ثمَّ قَالَ أَيْن السَّائِل فَقَالَ هَا أَنا ذَا يَا رَسُول الله فَقَالَ إِن الله تَعَالَى إِذا قضى بَين أهل الْجنَّة وَالنَّار لم يبْق غَيرهم عجوا فَقَالُوا اللَّهُمَّ رَبنَا لم يأتنا رَسُولك وَلم نعمل شَيْئا فَأرْسل اليهم ملكا وَالله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين فَقَالَ إِنِّي رَسُول ربكُم إِلَيْكُم فَانْطَلقُوا فَاتَّبعُوهُ حَتَّى أَتَوا النَّار فَقَالَ لَهُم إِن الله عز وَجل يَأْمُركُمْ أَن تقتحموا فِيهَا فَاقْتَحَمت طَائِفَة مِنْهُم ثمَّ اخْرُجُوا من حَيْثُ لَا يشْعر أَصْحَابهم فَجعلُوا من السَّابِقين المقربين ثمَّ جَاءَهُم الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ إِن الله تَعَالَى يَأْمُركُمْ أَن تقتحموا فِي النَّار فَاقْتَحَمت طَائِفَة أُخْرَى ثمَّ أخرجُوا من حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ فَجعلُوا من أَصْحَاب الْيَمين ثمَّ جَاءَ الرَّسُول فَقَالَ إِن الله تَعَالَى يَأْمُركُمْ أَن تقتحموا فِي النَّار فَقَالُوا رَبنَا لَا طَاقَة لنا بِعَذَابِك فَأمر بهم فَجمعت نواصيهم وأقدمهم ثمَّ القوا فِي النَّار