كَمَا قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ مَا كَفرْتُمْ فنتبرأ مِنْكُم وَلَا عنْدكُمْ إِيمَان بَالغ فنحبكم عَلَيْهِ وَمَا فرق بَين أهوائكم إِلَّا خبث سرائركم وَلَا أرى الله إِلَّا قد تخلى عَنْكُم
عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَ مَا لكم لَا تحابون وانكم اخوان على الدّين مَا فرق بَين أهوائكم إِلَّا خبث سرائركم وَلَو اجْتَمَعْتُمْ على أَمر تحاببتم مَا هَذَا إِلَّا من قلَّة الْإِيمَان فِي صدوركم وَلَو كُنْتُم توقنون بِخَير الْآخِرَة وشرها لكنتم للآخرة أطلب لِأَنَّهَا أملك بأموركم فبئس الْقَوْم أَنْتُم إِلَّا قَلِيلا مِنْكُم مَا حققتم إيمَانكُمْ بِمَا يعرف بِهِ الْإِيمَان الْبَالِغ فِيكُم فَمَا كَفرْتُمْ فنتبرأ مِنْكُم وعامتكم تركُوا كثيرا من أَمر دينهم ثمَّ لَا يستبين ذَلِك فِي وُجُوهكُم وَلَا تَغْيِير حالاتكم مَا هَذَا إِلَّا شَرّ حل بكم وَإِنِّي لأرى الله قد تخلى عَنْكُم فَأنْتم تخطئون وتمنون الْأَمَانِي وَالله إِنِّي لأستعين على نَفسِي وَعَلَيْكُم فَإِنَّمَا قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤمن أَي بذلك الْإِيمَان الْبَالِغ فَأَما ايمان التَّوْحِيد فَهُوَ مَعَه وَإِنَّمَا زَالَ عَنهُ نور الْإِيمَان أَلا يرى إِلَى قَول أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ وَإِن زنا وَإِن سرق فَلَو كَانَ زِنَاهُ وسرقته يُخرجهُ من إيمَانه لم يدْخل الْجنَّة
عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول {وَلمن خَافَ مقَام ربه جنتان} قلت يَا رَسُول الله وان زنى وَإِن سرق فَقَالَ وَلمن خَافَ مقَام ربه جنتان قلت وَإِن زنى وَإِن سرق فَقَالَ وَلمن خَافَ مقَام ربه جنتان قلت يَا رَسُول الله وَإِن زنى وَإِن سرق قَالَ وَإِن زنى وَإِن سرق وَإِن رغم أنف أبي الدَّرْدَاء