عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من استعجل أَخطَأ

فالعجلة من الخفة والخفة من هيجان الْحِرْص يزِيل السكينَة وَالْوَقار فَهَذَا صَاحب الدّين

وَأما صَاحب الدُّنْيَا فحرصه يحملهُ على طلب الازدياد طَالبا لعلو الدَّرَجَات وَقَالَ الله تَعَالَى {تِلْكَ الدَّار الْآخِرَة نَجْعَلهَا للَّذين لَا يُرِيدُونَ علوا فِي الأَرْض وَلَا فَسَادًا}

فزجر عَن طلب الْعُلُوّ فِي دَرَجَات الدُّنْيَا وَحرم طَالبه الدَّار الْآخِرَة وَهِي الْجنَّة لِأَن الدُّنْيَا مقدرَة مقسومة لن ينَال عبد مِنْهَا إِلَّا مَا قدر لَهُ وَهِي دَرَجَات بَعْضهَا فَوق بعض ليبلونا فِيمَا آتَانَا قَالَ تَعَالَى فِي تَنْزِيله وَهُوَ الَّذِي جعلكُمْ خلائف الأَرْض وَرفع بَعْضكُم فَوق بعض دَرَجَات ليَبْلُوكُمْ فِيمَا آتَاكُم وَقَالَ {وَمَا من دَابَّة فِي الأَرْض إِلَّا على الله رزقها وَيعلم مستقرها ومستودعها} ثمَّ قَالَ {كل فِي كتاب مُبين}

وَإِنَّمَا ضمن بَيَان مِقْدَاره لتسكن النُّفُوس إِلَى مَا قدر ويتفرغ الْقلب لما خلق لَهُ من العبودة وَإِذا هاج الْحِرْص وَقع فِي الْكَبَائِر حَتَّى يصير إِلَى عبَادَة الْأَوْثَان فَإِنَّهُم عبدُوا الْأَوْثَان بأهواء النُّفُوس كلما زين الشَّيْطَان فِي قُلُوبهم شَجرا أَو حجرا نصبوه وثنا فعبدوه وحرصوا على ذَلِك وابتدروه قَالَ الله تَعَالَى {كَأَنَّهُمْ إِلَى نصب يوفضون} والوفض السرعة فِي الْمَشْي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015