-
عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَأى فِي الْبَيْت كسيرة ملقاة فَمشى إِلَيْهَا فَرَفعهَا ومسحها وَقَالَ يَا عَائِشَة أحسني مجاورة نعم الله فَقل مَا نفرت عَن قوم فَكَادَتْ ترجع إِلَيْهِم
قَالَ أَبُو عبد الله رَضِي الله عَنهُ فرأس نعم الدّين نور التَّوْحِيد معرفَة بِالْقَلْبِ وَشَهَادَة بِاللِّسَانِ أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَرَأس نعم الدُّنْيَا هَذَا الْجَسَد الَّذِي هُوَ قالب لهَذِهِ النِّعْمَة الفائقة للنعم فَإِن الله تَعَالَى أنعم عَلَيْك بِنور التَّوْحِيد حَتَّى عَرفته ثمَّ وضع حول قَلْبك فِي صدرك بيدرا من الْأَنْوَار يتربى فِيهَا نور الْمعرفَة وأنعم عَلَيْك بِهَذَا القالب المجسد وَوضع حوله بيدرا من نعم الدُّنْيَا يتربى فِيهَا هَذَا الْجَسَد وَأمرت بِحسن مجاورة نعم هذَيْن فَحسن الْمُجَاورَة مَعَ نور الْمعرفَة أَن لَا تذكر كل شَيْء سواهُ وَأَن لَا تُؤثر عَلَيْهِ أحدا وَأَن لَا تقرن بمشيئآته مشيئآت النَّفس وَأَن لَا يُلْهِيك الْهوى عَن الوله إِلَى الله تَعَالَى فِي كل حالاتك وَحسن مجاورة الْجَسَد أَن لَا تسْتَعْمل جارحة من جوارحك إِلَّا لَهُ ولرضاه عز وَجل