عَلَيْهِ أوجههم عِنْد الْملك وَأَحْسَنهمْ هَيْئَة وأعقلهم وأعذبهم منطقا وأفصحهم لِسَانا وأصبحهم وَجها وأطهرهم خلقا وأبهاهم زيا وَسمنًا وأنقاهم ثيابًا وأقصدهم مشيا وأفهمهم عَنهُ إِشَارَة وأوعاهم علما فالحظ كل الْحَظ والإسعاف كل الْإِسْعَاف بالحوائج لمن كَانَت هَذِه صفته من بَين الْوَفْد
فَكَذَلِك هَذِه الْكَلِمَات قد وعتها الْقُلُوب ووعت مَعَانِيهَا الصُّدُور وَزينتهَا الْعُقُول لأفئدة الْقُلُوب وأشرقت أنوارها بَين أَوديَة الأفكار وعَلى بصائر النُّفُوس وأسماع هواجس الأحلام فَمن كَانَ قلبه واعيا لنُور الله الْأَعْظَم وصدره مشرقا بذلك النُّور وَعين فُؤَاده منكشفة الغطاء عَن زِينَة الْعقل وبهائه قد سد تراكم أنواره خلال الرويات واجتذت لَهَا أبصار النُّفُوس وأذنت أسماع الهواجس واحتشت من نور الْحَيَاة فَإِنَّمَا تخرج الْكَلِمَات إِلَى الله من بَين هَذِه الْأَشْيَاء فَهَذَا بَحر الله فِيهِ جَوَاهِر الله فَإِنَّمَا يصعد إِلَى الله جَوَاهِر قد غاص عَلَيْهَا قَائِلهَا من بحره فولي الْبَحْر أعلم بأثمان تِلْكَ الْجَوَاهِر وَقد عجز عَن علم أثمانها جَمِيع الْخلق قَالَ لَهُ قَائِل مَا أثمانها قَالَ حب الله فَمن ذَا يدْرك حرارة الْحبّ وفورانه وشعله وَيعلم كنهها إِلَّا محبوبه الَّذِي يثيره قَالَ قَائِل وَكَيف يثيره قَالَ يثير الْحبّ الَّذِي وَضعه فِي العَبْد بالحب الَّذِي عَنهُ للْعَبد فَمن خرجت مِنْهُ هَذِه الْكَلِمَات من حبه فَدخلت هَذِه الْكَلِمَات مِنْهُ على الله كن أول من يدْخل ثمَّ يعرض أَعماله بعد دخولهن وكل عمل إِنَّمَا يَقْتَضِي ثَوَابه هَذَا الْحبّ الَّذِي إِنَّمَا صَار هَذِه الْكَلِمَات وجيهة عِنْد الله بِهَذِهِ الْأَشْيَاء الَّتِي وَصفنَا وَإِنَّمَا نَالَ هَذِه الْأَشْيَاء بلب هَذِه الْأَشْيَاء ولبه حب العَبْد لله ولب ذَلِك حب الله لعَبْدِهِ وَمن كَانَ قلبه خَالِيا من جَمِيع مَا وَصفنَا إِلَّا أَنه مُؤمن بِهَذِهِ الْكَلِمَات قد تضمن توحيده نفس هَذِه الْكَلِمَات وعلما بهَا وَمَعْرِفَة لَهَا فَهُوَ مقربها نَاطِق بهَا باستقرار الْقلب بذلك التَّوْحِيد وَالْإِيمَان قد خلا قلبه عَن أنوارها وحشو مَا فِيهَا فَإِنَّمَا