وَكَانَ خَالِد الربعِي يَقُول عجبت لهَذِهِ الْآيَة {ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم} أَمرهم بِالدُّعَاءِ وَوَعدهمْ الْإِجَابَة وَلَيْسَ بَينهمَا شَرط قَالَ لَهُ قَائِل مثل مَاذَا قَالَ مثل قَوْله {وَبشر الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات} فههنا شَرط وَقَوله {بشر الَّذين آمنُوا أَن لَهُم قدم صدق عِنْد رَبهم} لَيْسَ فِيهِ شَرط الْعَمَل وَمثل قَوْله {ادعوا الله مُخلصين لَهُ الدّين} فههنا شَرط وَقَوله {ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم} لَيْسَ فِيهِ شَرط وَكَانَت الْأُمَم تفزع إِلَى أنبيائها فِي حوائجهم حَتَّى يسْأَل الْأَنْبِيَاء لَهُم ذَلِك

وَرُوِيَ عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ أوحى الله إِلَى عَبده الْمَسِيح أَن قل لبني إِسْرَائِيل إِنِّي لَا أستجيب لأحد مِنْهُم دَعْوَة ولأحد مِنْهُم قبله مظْلمَة

وَقَالَ فِي حَدِيث آخر يَا عِيسَى قل لبني إِسْرَائِيل أَن لَا يمدوا أَيْديهم بالرغبة إِلَيّ حَتَّى يبرأوا من أنجاس الذُّنُوب

وَقَالَ فِي حَدِيث لمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام لَو دَعَاني حَتَّى تَنْقَطِع أوصاله مَا استجبت لَهُ حَتَّى تخرج الذُّنُوب من بَين أَعْضَائِهِ

فَإِنَّمَا خص الله هَذِه الْأمة من بَين الْأُمَم بِمَا أطلق لَهُم من الدُّعَاء وَرفع الشَّرْط الَّذِي كَانَ مِنْهُ على بني إِسْرَائِيل ليصل إِلَيْهِم تِلْكَ الحظوظ الَّتِي سبقت لَهُم من الله الْحسنى من قبل دُعَائِهِمْ فَأَعْطَاهُمْ من الْيَقِين مَا نفذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015