فإقسامه أَن يَأْخُذ العَبْد من الْقِسْمَة بمشيئته فيمضي أَخذه وإقسامه فَهَذَا الْحبّ بمشيئته يُعْطي ويمن لَيْسَ لأحد أَن يَقُول لم شِئْت لَهُ وَلم تشأ لي وَلم أحببته وَلم تحبني
عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله تَعَالَى إِذا أحب عبدا قَالَ يَا جِبْرَائِيل إِنِّي أحب فلَانا فَأَحبهُ فَيُحِبهُ جِبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَيُوضَع لَهُ الْقبُول فِي الأَرْض
فالعلم بِاللَّه يؤدبك فِي باطنك وَالْعلم بتدبير الله يؤدبك فِي ظاهرك قَالَ لَهُ قَائِل كَيفَ يؤدبه فِي الْبَاطِن قَالَ يَجْعَل ذَلِك الْعلم مراقبا لله فيقف بِهِ على حُدُود المراقبة فِي الْأُمُور كلهَا ويورثه الْحيَاء مِنْهُ وَيقف بِهِ على مهابة أسرار الله ويرضي نَفسه رضَا فِي أثقال الْأَعْمَال حَتَّى يُؤَدِّيه إِلَى التَّعَلُّق بِهِ فِي كل الْأَحْوَال قَالَ فَكيف يؤدبه علم التَّدْبِير فِي ظَاهره قَالَ
إِذا علم التَّدْبِير تصور لَهُ صور الْأَعْمَال فَرَأى مَرَاتِب الْأَعْمَال عِنْد الله فَالصَّلَاة إقبال العَبْد على الله وَالزَّكَاة فرار من شرك النَّفس وَالصَّوْم وثاق النَّفس ورباطها لله وَالْجهَاد حمية وتعصب لله وَالْحج وَفَاء الْبيعَة الأولى وتجديد بيعَة أُخْرَى وَالْجُمُعَة قبُول ضِيَافَة الله وَتَنَاول جوائزه والأعياد اعْتِرَاض العبيد على الله ومجالس الذّكر تملق العبيد لله ومرتع فِي رياض الله ومؤآخاة الْمُؤمنِينَ ومعاطاتهم مرمة عَسْكَر الله وَالدُّعَاء إِلَى الله نصيحة الله وَالرَّغْبَة إِلَى الله افتقار العَبْد إِلَى الله فَانْظُر إِلَى مَا نطق بِهِ التَّنْزِيل وَإِلَى مَا جَاءَت بِهِ الْأَخْبَار عَن الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام من ثَوَاب