شَيْئا وَأقِيمُوا الصَّلَاة وَآتوا الزَّكَاة وحجوا واعتمروا واستقيموا يستقم لكم
فمحتاج الْحَرِيص على الْبر وَالتَّقوى إِلَى الْعلم حَتَّى يمسك حرصه عَن التَّعَدِّي وَذَلِكَ صدق الْحِرْص الَّذِي قَالَ عبد الله بن مَسْعُود لعمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنْهُمَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن فِي هَذِه الْأمة من يبلغ عمله فِي الْمِيزَان مَا يكون عمل يَوْم وَلَيْلَة أثقل من سبع سموات فَقَالَ بِمَ ذَلِك يَا ابْن أم عبد قَالَ بِصدق الْيَقِين وبصدق الْوَرع وبصدق الْحِرْص على الْبر وَالتَّقوى
قَوْله شَفَقَة فِي معة فالشفقة تَحَنن الرأفة والإكباب على من يشفق عَلَيْهِ والمعة هِيَ الحاوية مُشْتَقَّة من المعاء معاء الْبَطن فَإِذا كَانَت الشَّفَقَة بِغَيْر معة انتشرت وفسدت وَإِذا كَانَت فِي معة كَانَت الشَّفَقَة فِي حصن فَلم ينتشر وَلم يفْسد لِأَن هُنَاكَ شَيْئا يحويها قَالَ لَهُ قَائِل وَمَا ذَلِك الشَّيْء قَالَ تَعْظِيم حق الله فَإِذا أشفقت على حق الله تَعَالَى كَانَت تِلْكَ الشَّفَقَة حاوية لهَذِهِ الشَّفَقَة فَلَا ينتشر وَلَا ينبثق وَلَا يتَعَدَّى إِلَى الْفساد أَلا يرى أَن أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جزعوا عِنْد الْحُدُود فِي مُبْتَدأ أَمرهم فَأنْزل الله تَعَالَى {لَا تأخذكم بهما رأفة فِي دين الله إِن كُنْتُم تؤمنون بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر}
وَجلد عمر رَضِي الله عَنهُ ابْنه فَقَالَ يَا أَبَت قتلتني فَقَالَ إِذا لقِيت رَبك فاخبره أَنا نُقِيم الْحُدُود
وكلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي فَاطِمَة المخزومية حَيْثُ أَرَادَ قطعهَا فِي سَرقَة