أحب اللَّحْم ولآكله إِذا وجدته وَلَو سَأَلت رَبِّي أَن يطعمنيه فِي كل يَوْم لأطعمنيه قَالَ يَا رَسُول الله فَإِن نَفسِي تُحَدِّثنِي بِأَن لَا أمس الطّيب قَالَ مهلا يَا عُثْمَان فَإِن جِبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام أَتَانِي بالطيب غبا وَقَالَ يَوْم الْجُمُعَة لَا مترك لَهُ يَا عُثْمَان لَا ترغب عَن سنتي وَمن رغب عَن سنتي فَمَاتَ قبل أَن يَتُوب ضربت الْمَلَائِكَة وَجهه عَن حَوْضِي يَوْم الْقِيَامَة
وَأما تقوى بني إِسْرَائِيل فَروِيَ عَن جَامع بن شَدَّاد قَالَ أتيت أَبَا بكر ابْن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام بِمَكَّة فَقلت يَرْحَمك الله إِذا خرجنَا فَأكل بَعْضنَا الْخبز وَتَركه بَعْضنَا كَرَاهِيَة لَهُ فَكيف ترى فَقَالَ أَيهَا النَّاس لَا تغلوا فِي دينكُمْ مرَّتَيْنِ حَدثنِي أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن عِيسَى بن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام ندب قومه بِخبْز وَلحم وشراب ثمَّ أرسل إِلَيْهِم فَدَعَاهُمْ فَأَقْبَلُوا يمسحون أَيْديهم بملاء الْكَتَّان باغين فَقَالُوا لَا نَأْكُل من هَذَا اللَّحْم لِأَن كبشه رضع من كَلْبه وَلَا نَأْكُل من هَذَا الْخبز لِأَن سنبله نَبتَت فِي مزبلة وَلَا نشرب من هَذَا الشَّرَاب لِأَن حبله نَبتَت فِي مَقْبرَة قَالَ فَلم ترهم يَا ابْن أخي حبب إِلَيْهِم اللَّحْم حَتَّى أَنهم ليأكلون الْخصي من حبهم اللَّحْم وَإِن الفويسقة تقع فِي إِنَاء أحدهم فيخرجها وَيشْرب من حبه الشَّرَاب وَإنَّهُ لَا يصلح لَهُ شَيْء إِلَّا بمزبلة ثمَّ الْتفت إِلَى مولى لَهُ فَقَالَ وَلم يكن من أحب زادنا إِلَيْنَا الْخبز
عَن أبي قلَابَة قَالَ بلغ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن أُنَاسًا من أَصْحَابه احتموا النِّسَاء وَاللَّحم فأوعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهِ وَعدا شَدِيدا حَتَّى ذكر الْقَتْل فَقَالَ لَو تقدّمت فِيهِ لقتلت ثمَّ قَالَ إِنِّي لم أرسل بالرهبانية إِن خير الدّين عِنْد الله الحنيفية السمحة وَإِنَّمَا هَلَكت من قبلكُمْ من أهل الْكتاب بِالتَّشْدِيدِ فَتلك بقاياهم فِي الصوامع والديار اعبدوا الله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ