الأربعين كما كان قديما. فلما وصل البناء إلى هذه الأماكن توفي الملك المؤيد شيخ. ثم في سنة 831 هـ أمر السلطان الملك الأشرف برسباي بعمارة الأسوار البرانية، وأن تبنى على خندق الروم وأبطل ما كان بني من جهة جامع الطواشي وحارة بزي وفك البناء من هنا وشرع بتكملته بعد أن بنى بحارة بزي عضادتي الباب الذي أمر بعمله.
قالوا: أولها مما يلي القبلة باب قنسرين. وسمي بذلك لأنه يخرج منه إلى قنسرين. وهو قديم وجدده سيف الدولة ثم الملك الناصر يوسف ابن الملك العزيز سنة 654 هـ ونقل حجارته من الناعورة «1» شرقي حلب من برج كان بها من أبراج قصر مسلمة بن عبد الملك. وقد نقلت هذه الحجارة إلى القصر المذكور من باب الرقة وقبله من سور سرّ من رأى وقبله من سور عمورية، ولما بنى الملك الناصر باب قنسرين بنى عليه أبراجا عظيمة ومرافق للأجناد وطواحين وأفرانا وجبابا للزيت وصهاريج للماء حتى صار كالقلعة المستقلة، وكان يوجد قرب باب قنسرين بينه وبين برج الغنم مسجد يقال له مسجد النور، كان يتعبد فيه ابن أبي نمير الشهير الذي سنذكره في باب التراجم إن شاء الله تعالى، ويلي هذا الباب باب العراق لأنه يخرج منه إلى جهة العراق وجدده أبو علوان ثمال بن صالح المرداسي بعد سنة 420 هـ، ثم في سنة 550 هـ أنشأ نور الدين محمود زنكي بين يديه ميدانا طوله 520 ع وعرضه من القبلة 850 ومن الشمال 150 وكان محل باب العراق في شمالي جامع الطواشي عند حمام الذهب غربي سوق القصيلة على قدر غلوة «2» منه ويليه باب دار العدل.
كان لا يركب منه أحد سوى الملك الظاهر غازي وهو الذي بناه. ويليه شرقا الباب الصغير وهو الباب الذي يخرج منه من تحت القلعة من جانب خندقها وخانقاه القصر إلى دار العدل ومن خارجه البابان اللذان جددهما الملك الظاهر غازي في السور الذي جدده