أمام نهر البيريزنا، فهلك جيشه ولم يبق منه سوى ألف وخمسمائة جندي. فلما سمعت أوربا بانكساره تألبت ملوكها عليه وحاربوه في (ليبزيك) فكسروه واحتلوا باريس.
فهرب إلى فوتنبلو وتمكن حزب الملكية من إجلاس لويس الثامن عشر على كرسي الملك، وذلك في سنة 1714 م/ 1230 هـ وفي 20 آذار هذه السنة رجع نابليون إلى باريس فانسحب لويس الثامن إلى (كان) . وبعد مائة يوم من رجوعه مشت عليه جيوش إنكلترة وروسيا، فكسروا جيوشه وعاد إلى باريس وقدّم استقالته فرجع الملك لويس إلى عرشه.
وأما نابليون الأول فإنه سلم نفسه إلى إنكلترا تخوفا من الشعب، فنفته إنكلترا إلى جزيرة القديسة هيلانة، فبقي فيها نحو خمس سنوات في ضنك شديد. وفي 5 أيار سنة 1821 م/ 1237 هـ قضى نحبه وأوصى أن يكون قبره على ضفة السين. وهو معدود بين أشهر مشاهير أبطال المسكونة، وكان عدوا للحرية مضطهدا للدين، ضرّ فرنسا أكثر مما نفعها.
ثم إن وزراء الملك لويس الثامن عشر عملوا على الانتقام من أحزاب الجمهورية وأحزاب نابليون بنابرت وفتكوا بهم، وقتلوا في مرسيليا عددا كبيرا من المماليك الذين كان نابليون أحضرهم معه من مصر، وسمي عمل أولئك الوزراء طور الهول الأبيض.
في سنة 1824 م/ 1240 هـ مات الملك لويس الثامن عشر وخلفه أخوه كرلس العاشر. وفي أيامه في سنة 1827 م/ 1243 هـ انتصر اليونانيون على العثمانيين بمساعدة فرنسا فنالوا استقلالهم. وفي سنة 1830 م/ 1246 هـ ثار حزب الجمهورية فاستقال الملك وخلفه لويس فيلبوس الأول. وفي أيامه استولت فرنسا على بلاد الجزائر بعد حرب طويلة انتهت بخضوع الأمير عبد القادر. وكان هذا الملك محبا للعدل والعلم. وفي سنة 1848 م/ 1265 هـ ثار حزب الجمهورية وخلع الملك وأعلنت الجمهورية التي تدعى الجمهورية الثانية، وانتخب الأمير لويس نابليون- ابن أخي الإمبراطور- رئيسا للجمهورية بتصويت خمسة ملايين و 400 ألف ضد مليون و 400 ألف.
وفي سنة 1852 م/ 1269 هـ أعلن الرئيس إمبراطوريته على فرنسا وملك 18 سنة، وكان عالي الهمة واستفادت فرنسا من وجوده. وفي أيامه اتحدت فرنسا وإنكلترا وساعدتا تركيا في إخراج روسيا من مدينة سباستبول وذلك في 8 أيلول سنة 1856 م/ 1273 هـ.