عكا ففشلت، وعاد نابليون إلى فرنسا خفية وأبقى القائد كليبر يدافع عن مصر. فاغتيل في سنة 1800 م/ 1215 هـ، وعادت مصر إلى تركيا بعد أن حاربت جيوشها الفرنسيين بمساعدة الإنكليز. وقد استفاد العالم الإفرنسي شامبوليون من دخوله إلى مصر اكتشاف الخط الهيركليفي.
هذا، وإن المجلس الإداري في فرنسا كان في تلك الأثناء يسيء الإدارة. فلما رجع نابليون انحاز إليه مجلس الخمسمائة بمساعدة أخيه لوسيان رئيس هذا المجلس، فألغى المجلس الإداري والقانون الذي كان يتبعه وذلك في سنة 1799 م/ 1214 هـ، وحصر إدارة الأحكام في ثلاثة قناصل، هو أولهم. فكانت الإدارة جمهورية اسما، بونابرتية عسكرية فعلا. وفي سنة 1801 م/ 1216 هـ انتصرت جيوش فرنسا في (هوهن لن دن) واسترجعت فرنسا من إنكلترا جميع مستعمراتها.
وأمضى نابليون مع البابا بيوس السابع الاتفاق المعروف بالكونكرودا، واهتم بتحسين أحوال الحكومة، فأحبه الشعب. وفي سنة 1804 م/ 1219 هـ سمّوه إمبراطور فرنسا ومسحه البابا، ولكنه هو الذي وضع التاج على رأسه بيده. وفي سنة 1805 م/ 1220 هـ حارب النمسا وروسيا فكسرهما. وفي سنة 1806 م/ 1221 هـ حارب بروسيا واحتل جيشه مدينة برلين. ثم في سنة 1807 م/ 1221 هـ أعاد الكرّة على روسيا فكسرها ثم تصالح معها. واعتدى نابليون على البابا وأخذ منه رومية واعتقله في سابونه ثم في بلاط فوتنبلو، فانحرفت عنه طوائف الكاثوليك، وطرد ملك البرتقال من ليشبونه وضبط أملاكه، وأكره ملك إسبانيا على الاستقالة وملّك بدله أخاه يوسف بنابرت ملك نابولي، فقام عليه الإسبان فحاربهم وقهرهم. ثم أسرع إلى نهر الدانوب وحارب النمسا وقهرها. وفي سنة 1181 م/ 1226 هـ بلغ سلطانه الغاية القصوى وأصبحت فرنسا تعدّ 133 مقاطعة بدل 84.
وفي سنة 1812 م/ 1227 هـ مشى على روسيا بجيش لا يقل عن أربعمائة ألف مقاتل، فانسحب الروس من أمامه وجرّوه إلى مدينة (موسكو) وكانوا أحرقوا جميع البلاد التي تركوها وراءهم. ومع هذا فقد كسرهم كسرة شنيعة. غير أن البرد والجوع لم يبقيا من جيشه سوى 150 ألفا. فرجع إلى بلاده وفي أثناء رجوعه عارضته معركة