الأصول مصيب.
فإن أرادا بذلك مطابقة الاعتقاد للمعتقد فقد خرجا عن غريزة العقل، وانخراطًا في سلك: {أولئك كالأنعام بل هم أضل}.
وإن أرادا به نفي الحرج والإثم، والخروج عن عهدة التكليف، فهذا وإن كان معقولاً غير مخالف لقضية العقل لكنه خروج عن المنقول، ومخالف للأدلة النقلية. ومعنى كونه مصيبًا هو أنه مصيب بما كلف [به]، مما هو داخل تحت وسعه وقدرته وهو بذل جهده ووسعه في النظر والاجتهاد.
احتج الجماهير بوجوه:
أحدها: قوله تعالى. {ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار}، وقوله تعالى: {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم} وقوله تعالى/ [303/ أ]: {ويحسبون أنهم على شيء إلا إنهم هم الكاذبون} وغيرها من الآيات الدالة على ذم الكفار بسبب عقائدهم.
ووجه التمسك بها: أنه ذمهم على عقائدهم وظنونهم وتواعدهم على ذلك