قدنا سلول فسلّوا من كنانتهم ... مجدا تليدا ونبلا غير أنكاس
يعنى بالنّبل: الرجال؛ وقالت الخنساء
جززنا نواصى فرسانهم ... وكانوا يظنون أن لا تجزّا
زعموا أن الإبل اذا أصابها العرّ فأخذوا الصحيح وكووه زال العرّ عن السقيم؛ قال النابغة
وكلّفتنى ذنب امرىء وتركته ... كذى العرّ يكوى غيره وهو راتع
ويقال: إنهم كانوا يفعلون ذلك، ويقولون: تؤمن معه العدوى.
وزعموا أن الجنّ تركب الثيران فتصدّ البقر عن الشرب؛ قال الأعشى
وإنى وما كلفتمانى وربّكم ... ليعلم من أمسى أعق وأحوبا
لكالثور والجنىّ يركب ظهره ... وما ذنبه إن عافت الماء مشربا
وما ذنبه إن عافت الماء باقر ... وما إن تعاف الماء إلا ليضربا
وقال آخر
كذاك الثور يضرب بالهراوى ... اذا ما عافت البقر الظّلماء.
كانوا يعلّقونه على أنفسهم ويقولون: إن من فعل ذلك لم تصبه عين ولا سحر، وذلك أن الجنّ تهرب من الأرنب، لأنها ليست من مطايا الجنّ لأنها تحيض؛ قال الشاعر
ولا ينفع التعشير إن حمّ واقع ... ولا زعرع يغنى ولا كعب أرنب