وإنّ عميرة [1] بقى حتّى ولى قضاء البصرة من قبل معاوية.
قال: ولما قتل ابن يثربىّ ترك العدوىّ الزّمام بيد رجل من بنى عدىّ، وبرز، فخرج إليه ربيعة العقيلىّ، فاقتتلا، فأثخن كلّ واحد منهما صاحبه، فماتا جميعا.
وقام مقام العدوىّ الحارث الضّبّىّ، فما رؤى أشدّ منه، وجعل يقول [2] :
نحن بنى [3] ضبّة أصحاب الجمل ... نبارز القرن إذا القرن نزل
ننعى ابن عفّان بأطراف الأسل ... الموت أحلى عندنا من العسل
ردّوا علينا شيخنا ثمّ بجل [4]
وارتجز غير ذلك.
فلم يزل الأمر كذلك حتّى قتل على خطام الجمل أربعون رجلا، قالت عائشة: ما زال جملى معتدلا حتّى فقدت أصوات بنى ضبّة.
قال [5] : وأخذ الخطام سبعون رجلا من قريش، كلّهم يقتل وهو آخذ بخطام الجمل.