معه، وحضر صحبتهم رسل الملك أزبك، ومثل طقصبا بين يدى السلطان حال وصوله، وأرجأ السلطان الرسل إلى أن عاد من الصيد، واستقر بقلعة الجبل، ثم استحضر الرسل فى يوم الإثنين ثامن ذى الحجة، فأدوا الرسالة ولم يكونوا على عادة أمثالهم من رسل مرسلهم، ولا خلع عليهم، وعادوا إلى المكان الذى رسم بإنزالهم فيه، وهو مناظر الكبش، ثم أحسن السلطان إليهم بعد ذلك، وخلع عليهم، وأعادهم إلى مرسلهم صحبة رسله.
وفى هذه السنة- فى شوال- توجهت الخوند [1] طغاى [2] المحمودية، وهى إحدى زوجتى السلطان، إلى الحجاز الشريف، وجهزت أعظم جهاز سمع الناس بمثله وجهز لها عدة أربات [3] ومحفّات، والأربات: مقاعد من الخشب يجلس عليها، وهى مركبة على عجل أمثال أتراس السواقى، تجر بكديش [4] واحد، أو جمل بختىّ، وتسرع فى المرور غاية الإسراع، وجهّز فى خدمتها عدة من نساء الأمراء، وجماعة من الأمراء المشار إليهم، منهم: الأمير سيف الدين قجليس [5] ، وتوجه أيضا القاضى كريم الدين وكيل السلطان، وجهز معها عدة أحمال/ من الكوسات والصناجق الخليفتية والسلطانية.
وتوجه أيضا من الشام إلى الحجاز- الأمير سيف الدين تنكز، واستناب السلطان عنه بدمشق فى مدة غيبته الأمير ركن الدين بيبرس الحاجب (كان) ،