تلك الجموع التى وافى يدلّ بها ... تالله ما بلغوا سؤلا ولا نصروا

جاءوا وقد حفروا من مكرهم قلبا [1] ... ألقاهم الله قسرا فى الذى حفروا

وسكّروا فى أراضينا مباذرة ... والآن قد حصدوا أضعاف ما بذروا

وافى بهم أجل يمشى على مهل ... حتّى محاهم فلا عين ولا أثر

لم ينفروا خيفة من كل قسورة ... وفرّ جمعهم إلّا وهم حمر

أموا الفرات وقد راموا النجاة فكم ... حلّت بهم عبر فيها وما اعتبروا

مرائر القوم من خوف قد انفطرت ... والكلّ من قبل عيد الفطر قد نحروا [57]

جميعهم قتّلوا صبرا [2] وأعظمهم ... جميعها بضواحى جلّق صبروا

لم يقبروا فى نواويس [3] ولا جدث ... وإنما فى بطون الوحّش قد قبروا

والطير ترعى نهارا لحمهم فإذا ... ما الليل جنّ ففى أقحافهم تكر

فخذ عزاءك فيهم إنّهم أمم ... هم اللّعاوس [4] إن قلّوا وإن كثروا

كم كابروا الحسّ فى قصد الشّام وكم ... قد جرّبوا حظّهم بالشام واختبروا

فقاتلوهم جميعا إنّهم تتر ... كم أرسلوا رسلهم تترى وكم مكروا

هبّوا إلى سيس من أحلام رقدتكم ... وسارعوا فى طلاب الثّأر وابتدروا

بكلّ غيران أخذ الرّوح همّته ... فى غير نفس المردّى ما له وطر

أيرقد اللّيل فى أمن وفى دعة ... عن كيد قوم لهم فى شأنكم سهر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015