لها السّنابك فى الميدان قد حنيت ... صوالجا [1] ولها روس [2] العدا أكر [3]

والجوّ أغبر والتاتار [4] زاحفة ... مثل الجراد على الدنيا قد انتشروا

وددت لو كنت بين الصف منجدلا ... قد ارتوت من دمى الخطية السّمر

وكوثر الحرب قد راقت مشاربه ... تحت العجاجة والأبطال تعتكر [56] [5]

والسيف ينشى بديعا من فواتره ... والرّمح ينظم والهامات تنتثر

والنّبل يخقط والأقلام كاتبة ... والضرب يعرب والأبدان تستطر

حتى إذا عبّ مثل البحر جحفلنا ... ومدّ فيضا على أعدائنا جزروا

أصلوهم جاحما يشوى الوجوه وقد ... حمى الوطيس ونار الحرب تستعر

وأحرقتهم سراعا كلّ صاعقة ... من السيوف بنيران لها شرر

لاذوا بشمّ شماريخ الجبال فما ... حمتهم قلل منها ولا مغر [6]

ومزّقوا شردا [7] بين الزحام فكم ... شلو تنازع فيه الذئب النّمر

أين المفر وقد حام الحمام بهم ... هيهات لا ملجأ يرجى ولا وزر

نادى بهم صارخ أغرى الفناء بهم ... فإن سألت فلا خبر ولا خبر

كم قد سهرتم دجى من خوفهم حذرا ... والآن ناموا فلا خوف ولا حذر

قولوا لغازان يا ذا ما لعلّك أن ... تروع من مخلب الرّئبال يا بقر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015