المعتزلي. قيل اسمه أحمد. كان من أجلاد القوم راساً في الاعتزال. ومن المعتزلة فرقة ينسبون إليه، يعرفون بالهذيلية يقولون بمقالاته.

زعم أن أهل الجنة تنتقطع حركاتهم حتى لا يتكلمون كلمة وينقطع نعيمهم. وكذلك أهل النار خمود سكوت. وتجتمع اللذة لأهل الجنة، والآلام لأهل النار في ذلك السكون. وهذا قريب من مذهب جهم بن صفوان. لأنه حكم بفناء أهل الجنة والنار. وإنما التزم أبو الهذيل هذا المذهب. لأنه التزم في مسالة حدوث العالم أن الحوادث التي لا اول لها كالحوادث التي لا آخر لها، إذ كان كل واحد منهما لا يتناهى. قال: إني لا أقول بحركات لا تتناهى بل يصيرون إلى سكون دائم. فظن أن ما التزم من الأشكال في الحركة لا يلزمه في السكون. وغلط في ذلك بل هو لازم. فلا فرق في امتناع عدم التناهي بين الحركات والسكون. وأثبت إرادات لا في محل. وهو أول من أحدث هذه المقالة. وتابعه عليها جماعة من المتأخرين: وقال: بعض كلام الباري لا في محل، وهو قوله: كن. وبعضه في محل، كالأمر، والنهي، والخبر، والاستخبار. وابتدع القول بأن المقتول بالسيف أو غيره لم ينته أجله ولو مات بأجله، حتى لو فرضنا أنه لم يقتل لبقي إلى اجله فيموت. وكذلك من أكل حراماً، لم يأكل رزقه. وانفرد بأشياء غير هذه.

ويروى أن المأمون قال لحاجبه: من بالباب؟ قال: أبو الهذيل العلاف، وعبد الله بن أباض الخارجي، وهشام بن الكلبي الرافضي. فقال المأمون: ما بقي من رؤس جهنم أحد إلا وقد حضر.

وشرب مرة عند أناس فراود غلا ماأمرد. فضربه بتور فدخل في رقبته. فاحضروا له حداداً حتى فكه من عنقه.

وقال أبو الهذيل: أول ما تكلمت كان عمري خمس عشرة سنة. فبلغني أن يهوديا قدم البصرة وقطع كل من فيها. فقلت لعمي: امض بي إليه حتى أناظره. فقال: لا طاقة لك به. فقلت: بلى. فمضينا إليه فوجدته في إثبات نبوة موسى وإنكار نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ويقول: نحن قد اتفقنا على نبوة موسى، فأثبتوا لنا نبوة محمد حتى نقربه. فقلت له: أسألك أو تسألني؟ فقال مستصغراً: أو ما ترى ما فعلت بمشايخك؟ فقلت: دع هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015