ويقول الشاعر:

وأغض طرفي إن بدت لي جارتي ... حتى يواري جارتي مثواها (?)

ويقول الآخر:

ولا ألقي لذي الودعات سوطي ... أداعبه , وريبته أريد. . .! (?)

يعني: أنه يداعب طفلا مع أمها ابتغاء إثم بالأم نفسها. فهل هذه الشوارع الغاصة بمتتبعي العورات وبغاة الدنية شوارع عربية؟ وهل عرب أولئك الذين ترى الواحد منهم يتأبط ذراع فتاة متبرجة لعوب تسير في وضع يقول لكل ناظر (هيت لك) ؟ والعرب الأقدمون كانوا أصحاب كرم غريب وإيثار لامع ونهوض بالحق على عض الزمن وشدة الحاجة، واسمع قول عروة بن الورد:

وإني امرؤ عافى إنائي شركة ... وأنت امرؤ عافى إنائك واحد

أتهزأ مني أن سمنت وأن ترى ... بوجهي شحوب الحق والحق جاهد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015