الخوض في التفسير، بل إن ورع السلف عن الكلام في التفسير أشد وأعظم من ورعهم عن غيره من العلوم الشرعية، فهم يرون الكلام في الحلال والحرام أخف وأسهل من الكلام في التفسير، ومما يدل على ذلك أنهم إذا سئلوا عن الأحكام الفقهية ونحوها أجابوا، فإن تعلق السؤال بكتاب الله ومعانيه أحجموا وتوقفوا، ومن الشواهد في ذلك:

1 - عن يزيد بن أبي يزيد (?) قال: «كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع» (?).

2 - وتقدم قول الشعبي: «لأن أكذب مائة كذبة على محمد - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي من أن أكذب في القرآن كذبة، إنما يفضي الكاذب في القرآن إلى الله».

3 - وعن ابن جريج (?) قال: «كنت أسأل عطاء عن كل شيء يعجبني، فلما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015