قال: إن قوله: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}، {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} (?) نُسِخَ بقوله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، وليس بين الآيتين تناقض، لكن قد يفهم بعض الناس من قوله: {حَقَّ تُقَاتِهِ}، و {حَقَّ جِهَادِهِ} الأمر بما لا يستطيعه العبد، فينسخ ما فهمه هذا، كما ينسخ الله ما يلقي الشيطان ويحكم الله آياته، وإن لم يكن نسخ ذلك نسخ ما أنزله، بل نسخ ما ألقاه الشيطان؛ إما من الأنفس أو من الأسماع أو من اللسان، وكذلك ينسخ الله ما يقع في النفوس من فهم معنى، وإن كانت الآية لم تدل عليه، لكنه محتمل» (?).
وفراراً من القول بالنسخ علق أبو جعفر النحاس (?) على قول قتادة السابق فقال: «يجوز أن يكون معناه نزلت: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} بنسخة: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} وأنها مثلها، لأنه لا يكلف أحد إلا طاقته» (?).
ويبدو أن أبا جعفر - رحمه الله - فهم من النسخ في قول قتادة الاصطلاح المتأخر، وكان علق عليه قبل ذلك بقوله: «محال أن يقع في هذا ناسخ ومنسوخ إلا على حيلة،