والمتقرر عند علماء الحديث أن سبب النزول له حكم الرفع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونقل ابن حجر الاتفاق على ذلك (?)، وهذا يؤكد أهميته، ويقوي الاعتماد عليه كأساس من أسس النقد، ولذا فمخالفته مخالفة للسنة، إلا أنه ينبغي التحقق من كون الخبر سبب نزول، فقد يرد عن بعض الرواة حكاية ما يحتمل السببية، وما يحتمل التفسير، وبيان ما تضمنته الآية من أحكام؛ مثل قول الرواي: نزلت هذه الآية في كذا، وقد وقع الخلاف في رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وإجرائه مجرى الحديث المسند، فأدخله بعض العلماء في المسند، وحكاه ابن تيمية عن البخاري (?).
ومن الشواهد عن الصحابة والتابعين على النقد بأسباب النزول ما يلي:
1 - عندما التقى المسلمون مع الروم في إحدى المعارك حمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل عليهم، فصاح الناس وقالوا: سبحان الله! يلقي بيديه إلى التهلكة! (?)، فقام أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -، فقال: «أيها الناس إنكم