3 - وفي قول الله تعالى: {فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ} (?) قال - رحمه الله -: «أقبلت السكينة والصرد (?) وجبريل مع إبراهيم من الشام».
وفي رواية عنه: «السكينة لها رأس كرأس الهرة وجناحان».
وفي رواية ثالثة: «لها جناحان وذنب مثل ذنب الهرة» (?).
فهذه الروايات الإسرائيلية الغريبة ونحوها قدم بها الكوفة (?)، وكان يرويها ويفسر القرآن بها بناءً على منهجه في التعامل معها، غير أن هذا الصنيع لم يعجب بعض الكوفيين فتجنبوا تفسيره، وقد عرف أهل الكوفة بتوقي الإسرائيليات والبعد عنها، ولعلهم ورثوا ذلك عن إمامهم عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، فقد كان شديد الانتقاد لمن يسأل أهل الكتاب، وكان يقول: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، فتكذبوا بحق وتصدقوا الباطل»، وكان شديد الإنكار لما يأتي به كعب الأحبار.