لا يرمضُون إذا حرتْ مغافرهمْ ... ولا ترى منهمْ في الطعنِ ميَّالا
ويفشلونَ إذا نادَى ربيئهمْ ... ألا اركبنَّ فقد آنستُ أبطالا
فأراد أن يقول: ولا يفشلون فحذف لا فعاد المعنى إلى الضد ومن عيوب هذا الجنس، عكس العيب المتقدم، وهو أن يزيد في اللفظ ما يفسد به المعنى، مثال ذلك قول بعضهم:
فما نطفةٌ من ماءِ نحضٍ عذيبةٌ ... تمنعُ من أيدِي الرقاةِ ترومُها
بأطيبَ مِنْ فيها لو أنكَ ذقتهُ ... إذا ليلةٌ أسجتْ وغارتْ نجومهَا
فقول هذا الشاعر: لو أنك ذقته زيادة توهم أنه لو لم يذقه لم يكن طيباً.
عيوب ائتلاف اللفظ والوزن: منها الحشو.
الحشو: وهو أ، يخشى البيت بلفظ لا يحتاج إليه لإقامة الوزن.
مثال ذلك ما قال أبو عدي القرشي:
نحنُ الرؤوسُ وما الرؤوسُ إذا سمتْ ... في المجدِ للأقوَام كالأذنابِ
فقوله: للأقوام، حشو لا منفعة فيه.
وقال مصقلة بن هبيرة:
ألكْنِي إلى أهلِ العراقِ رسالةً ... وخصَّ بها، حييتَ، بكرَ بنَ وائلِ
فقوله: حييت، حشو لا منفعة فيه. ومنها التثليم.
التثليم:
وهو أن يأتي الشاعر بأسماء يقصر عنها العروض، فيضطر إلى ثلمها النقص منها، مثال ذلك قول أمية بن أبي الصلت:
لا أرَى من يعيننِي في حياتِي ... غيرَ نفسِي إلا بنِي إسرالِ
وقال في هذه القصيدة:
أيُّما شاطنٍ عصَاه عكاهُ ... ثمَّ يلقَى في السجنِ والأكبَال
وقال علقمة بن عبدة:
كأنَّ إبريقهمْ ظبيٌ على شرفِ ... مقدمٌ بسبا الكتان ملثومُ
أراد: بسبائب الكتان، فحذف للعروض. وقال لبيد بن ربيعة:
درسً المنا بمتالعٍ فأبانٍ
أراد المنازل.