نقد الشعر (صفحة 15)

وقال بعد بيتين من هذا البيت:

دِيَارٌ لِسَلْمَى عَافِيَاتٌ بذِي خَالٍ ... أَلَحَّ عَلَيْهَا كُلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ

ثم قال بعد أبيات أخر:

أَلا إِنَّني بَالِ عَلَى جَمَلٍ بَالي ... يَقُودُ بِنَا بَالٍ وَيَتْبَعُنَا بَالِ

وقال في قصيدة أخرى أولها:

غَشِيتُ دِيَارَ الْحَيِّ بالبَكَرَاتِ ... فَعَارِمَةِ فَبُرْقَةِ العِيرَاتِ

وأتى بيتين، ثم قال:

أعْنِّى عَلَى التَّهْمَامِ والذِّكِرَاتِ ... يَبِتْنَ عَلَى ذِي الهَمِّ مُعْتَكِرَاتِ

وقال في قصيدة أخرى أولها:

عَيْنَاكَ دَمْعُهُمَا سِجَالُ ... كَأَنَّ شَأْنَيْهِمَا أَوْشالُ

وقال بعد أبيات من هذا البيت:

قُلُوبَ خِزّانِ ذي أَوْرَالِ ... قُوتاً كَمَا يُرْزَقُ الْعِيَالُ

وقد سلك هذا السبيل غير امرئ القيس شعراء كثيرون، فمنهم أوس قال في قصيدة أولها:

وَدِّعْ لَمِيسَ وَدَاعَ الصَّارِمِ اللاحي ... قَدْ فَتَكَتْ فِي فَسَادٍ بَعْدَ إِصْلاحِ

ثم أتى بأبيات وقال:

إني أَرِقْتُ ولَم تأْرقْ مَعِي صَاحِ ... لِمُسْتَكِفٍّ بَعِيدِ النَّومِ لَوَّاحِ

ومنهم مرقش قال في قصيدة أولها:

أَمِنْ رَسْمِ دَارٍ مَاءُ عَيْنَيْكَ يَسْفَحُ غَدَا مِنْ مُقَامٍ أَهْلُهُ وَتَرَوَّحُوا

ثم أتى ببيت وقال:

أَمِنْ بنتِ عَجْلانَ الْخَيَالُ الْمُطَرَّحُ ... أَلَمَّ ورَحْلِي سَاقِطٌ مُتَزَحْزِحُ

وقال حسان بن ثابت من قصيدة أولها:

ألم تَسْأَل الرَّبْعَ الْجَدِيدَ التَكَلُّمَا ... بِمَدْفَعِ أشداَخ ٍفبُرْقَةِ أظلَمَا

وقال البيت التالي لهذا:

أبَى رسمُ دارِ الحيِّ أنْ يتكلمَا ... وهلْ ينطقُ المعروفَ من كانَ أبكَمَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015