ولما رأى تلك الشموس هوت، ونجوم الآمال قد خوت، أعرض عن هواه، وداوى داء عشقه بدواه.

وتحقق بالانقياد لمنهج الصواب، ونادى منادي الغيب فسمع الجواب.

ولم يزل موفقا لإحراز مراضيه، وحال مستقبله خيرٌ من ماضيه.

إلى أن انتقل إلى رحمة علام الغيوب، بريء الساحة من درن العيوب.

فمن شعره، قوله من نبوية، مستهلها:

حتَّى م يُقْصِيني بِعادِي ... عن حَيّ حَيِّ حِمَى سُعادِ

وإلى متى يَثْنِي عَزَا ... ئمَ هِمَّتِي طولُ التَّمادِي

وعلى مَ ذا شَرٌّ يَرُو ... جُ وكلُّ خيرٍ في كَسادِ

ولَج النَّهارُ اللَّيْلَ في ... فَوْدِي وفي ظُلَمِ الغَوادِي

ما آن إمْساكٌ بَدَا ... خَيْطُ البياضِ من السَّوادِ

ما آن للسَّفَرِ الطوي ... لِ من التُّقَى تحْصِيلُ زادِ

ما آن يا ذاتَ الْجِها ... تِ السِّتِّ لي جَمْع انْفِرادِ

رَفْعُ النِّقابِ لينْجَلِي ... مَرْأَى وُجودِي عن مُرادِي

ما آن أن تتذكَّرِي الْ ... عهدَ القديمَ من الوِدادِ

ما آن أن تتعرَّفِي ... طالَ التنكُّرُ في بِعادِي

أوَّاهُ قد كُشِفَ الحجا ... بُ وخاب في نَظَرِي سَوادِي

والرَّكْبُ سار على الجِيا ... دِ بمن تزَوَّدَ خيرَ زادِ

وقطعْتُ عُمْرِي في المَسِي ... رِ ولا بَرِحْتُ ببَطْنِ وَادِ

ولقد ضلِلْتُ وليس لي ... إلاَّ دليلُ الخيرِ هادِي

ذُو الجاهِ والباعِ الطوي ... لِ إذا تقاصَرتِ الأيادِي

المُصْطَفى المُخْتارُ صَفْ ... وةُ مُجْتَبِيهِ من العبادِ

مَاحِي الضَّلالةِ بالبنَا ... نِ وبالبيَانِ وبالفؤادِ

شمسُ النُّبُوةِ في الشُّرو ... قِ وفي الغروبِ وذا اعْتقادِي

يا أحمدُ المحمودُ في التَّ ... نْزِيلِ يا عالِي العِمادِ

العَجْزُ عن إدْراكِ دَرْ ... كِك غايةٌ في الاعْتقادِ

يا واحداً جَمع المَحا ... سِنَ كُلَّهُنَّ على انْفِرادِ

يا كَنزَ إكسِيرِ الوِدا ... دِ لقلبِ أعْيانِ الأعادِي

بذُنوبِ أهلِ الأرْضِ جِئْ ... ك مُسْلِماً ولك انْقيادِي

وبك استغَثْتُ وأنتَ أكْ ... رمُ أن يَرُدَّ نَدَاك صَادِي

والعفوُ أوسعُ من ذنُو ... بي والرَّجا مَحْضُ اعْتقادِي

يا سَيِّداه ويا نَبِيَّ ... اهُ ويا غَوْثَ المُنادِي

زَنْدُ الرَّجا والخوفِ أَوْ ... دعَ مُهْجتِي وَرْىَ الزِّنادِ

إنِّي أنا المُضْطَرُّ والْ ... مُضْطَرُّ مقبولُ الجِيادِ

إن النَّوائبَ شَتَّتَتْ ... شَمْلِي بأهْوالٍ شِدادِ

إنِّي إلى المعروفِ أشْ ... وَقُ في الْوَفَا مِن طِيبِ زَادِ

وإذا بسَطْتَ الكَفَّ جُو ... داً كَفَّ من عُدْمِ الأعادِي

مَهْداً تبيَّنْت السُّرو ... رَ وفي الصِّبا حُزْنُ الفُؤادِ

أجِزِ الجوائزَ بالقَبُو ... لِ فإنه أقْصَى مُرادِي

فعَليْك ما ضَجَّ الْحجِي ... جُ وسار بالرُّكْبانِ حَادِي

أزْكَى الصلاةِ مع السلا ... مِ مِن السَّلامِ بلا نَفادِ

والآلِ والصَّحْبِ الذي ... ن قَضَوا جِهاداً في الْجِهادِ

ما أحْسَنَ اللهُ الخِتَا ... مَ لحُسْنِ إصْلاحِ المَبادِي

ومن مقطعاته قوله:

رَامَ رِئمُ الحِمَى يُقَبِّلُ ظَبْياً ... فتلقَّى وُقوعَها في فِيهِ

فانْثَنَى نافِراً وألْفَتَ جِيداً ... وعَجِيبٌ نِفارُه مِن أخِيهِ

وقوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015