لا تسْتُرِي قمراً بَدَا ... ليلُ المُحبِّ بغيرِ آخرْ

وقوله من أخرى، أولها:

سَلُوا الرَّكبَ عن سَلْمَى وأين بها شَطُّوا ... وهل خيَّمت بالجِزْع أم دارُها الشَّطُّ

وهل عندها عِلْمٌ بما صنعَ النَّوَى ... وما جدَّد الشوقُ المُبرِّحُ والشَّحْطُ

وهل نزَلتْ بالسَّفْحِ من أيْمَنِ اللِّوَى ... وغَرَّدها القُمْرِي وظَلُّلها الخَمْطُ

وهل ذكَرتْ يوم الوَداعِ وأدْمُعِي ... بخدِّي حكاه الرَّسْمُ خَدَّده النَّقْطُ

وهل بارِقٌ ما شِمْتُه أم تبسَّمتْ ... سُلَيْمَى فضاء الثَّغْرُ أو لمَع القُرْطُ

رَدَاحٌ لها في كلِّ قلبٍ مُخَيَّمٌ ... وليس لمَفْتونٍ سوى حُبِّها قَطُّ

أباح لها وَالِي الهَوى من قلوبِنا ... فمهما تَشا من ذي السُّوَيْداء تخْتَطُّ

لها مَبْسَمٌ حُلْوٌ تَنظَّم دُرُّه ... على سِلْكِ مَرْجانٍ فضاءَ لنا السِّمْطُ

كأن مُذابَ الشُّهْد في بَرَدِ اللَّمَى ... وفي ضِمْن هذا الألْعَسِ العَذْبِ إسْفَنْطُ

تُسدِّد نحوي أسْهُماً من جُفونِها ... مُرَيَّشَةً حَبُّ القلوبِ لها لَقْطُ

فتُصْمِي بها قَدّاً يميلُ به الصِّبا ... كغُصْنٍ أمالتْه الصَّبَا عندما تخْطُو

وتضْفِر من ليلِ الجَعِيدِ ذَوائباً ... غدائر منها للنُّهَى الحَلُّ والرَّبْطُ

عَقِيلةُ سِرْبٍ كالْمَها في الْتفاتِها ... تُعِير الظِّبا طَرْفاً وجِيداً إذا تَعْطُو

من الأمْجريَّات اللَّواتِي سَبَيْنَنَا ... بشَرْطٍ من الحُسن البديع له شَرْطُ

من الناعماتِ السُّمْرِ مَن عطَّر الحِمَى ... شَذاها إذا مَرّتْ به إثْرَها المِرْطُ

فَدَيْتُ تجَنِّيها ولُطْفَ دَلالِها ... وإن راعَها مِنِّي بعَارِضِيَ الوَخْطُ

أعَاذِلتي كُفِّي المَلامَ فليس لي ... على بُعْدِها صَبْرٌ ولو دُونَها الخَرْطُ

ولم أدْرِ أن الحبَّ يقْدَح زَنْدَه ... لقلبِي وأن النار أوَّلها سِقْطُ

سأركبُ مَتْنَ الصَّعْبِ في طُرْقِ وَصْلِها ... ولو أنها العَشْوا وسَيْرِي بها خَبْطُ

وأغْشَى حِماها والمُهنَّدُ صاحِبي ... ولو أن في ذاك الحِمَى ينْبُت الخَطُّ

وأرْوِي ظَمَا حَرَّي ببارِد رِيقِها ... وألْوِي عليها الزَّنْدَ لو مَسَّها الضَّغْطُ

وأشكُو إليها ما لقِيتُ بحبِّها ... ومن فَرْطِ أشْواقي بها أدْمُعِي فُرْطُ

وقوله من أخرى، مستهلها:

مَغانِي الغوانِي لا عَدا الرَّبْعَ هَطَّالُ ... ولا زال مُخْضَلاَّ بكِ الشِّيحُ والضَّالُ

ولا سجَعتْ وُرْقُ الحَمامِ على سِوَى ... غصُونك يا مَرْمىً به الغِيدُ نُزَّالُ

سقاك وحَيَّاك وحَيَّى منازِلاً ... لقد كان لي فيهنَّ حَظٌّ وإقْبالُ

أروحُ وأغْدُو بالكَثِيب ولي به ... رَداحٌ لها من آل يافِثَ أخْوالُ

مُعَسَّلةُ الأنْيابِ أمَّا شَتِيتُها ... فدُرٌّ وأما رِيقُها فهو جِرْيالُ

يجُولُ على تلك الَّلآلِي كأنه ... مُذابُ سَلِيل الشُّهْدِ أو هو سَلْسالُ

حَمَى رِيقَها المعسولَ أبْيَضُ صارِمٌ ... من قَدِّها الممشوقِ أسْمَرُ عَسَّالُ

تُعير الْمَها منها الْتفاتاً ونَظْرة ... وترْنو كما يرْنو إلى الخِشْفِ مِطْفالُ

لها شَرْطُ حسنٍ فوق تُفَّاحِ خَدِّها ... ومِن فوق ذاك الشَّرْطِ مِسْكٌ هو الخالُ

ورُمَّانتا نَهْدٍ على غُصن بَانةٍ ... به فَرْطُ حُبِّي إن تحقَّق عُذَّالُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015