هل لكَ في فَخْرِك من مُفاخِرٍ ... هل لك في فَضْلِك من مُفاضِلِ

وما عسى فخرُهم ومَعْنُهم ... كمادِرٍ وقُسُّهم كباقلِ

قد قصَدوا واللهِ غيرَ قاصدٍ ... وافْتعلُوا واللهِ غيرَ فاعلِ

وخاصَمُوا مُهنَّداً ليس له ... للدِّين غيرُ النَّصرِ من حَمائلِ

رامُوا اكْتِتامَ نُورِ حَقٍ بَاهرٍ ... وحاوَلُوا قَصْرَ كمالٍ طائلِ

وما سمعْنا أو رأيْنا في الدجى ... قد كُتِمتْ شَعْشَعةُ المَشاعِلِ

أحَبُّ كلّ مَرْتعٍ مُعْشِبُهُ ... وأيْمَنُ الأكُفِّ كَفُّ باذلِ

إذا أرادَ اللهُ كَشْفَ مَنْقَبٍ ... خافٍ رَماه بِعنادِ خاملِ

هذا من قول أبي تمام:

وإذا أرادَ اللهُ نَشْرَ فضيلةٍ ... طُوِيتْ أتاح لها لسانَ حَسُودِ

لولا اشْتعالُ النارِ فيما جاورتْ ... ما كان يُعرَف طِيبَ عَرْفِ العُودِ

لولا اشْتعالُ النَّارِ واضْطِرامُها ... ما عُرِف الرِّمْثُ من الصَّنادِلِ

فجاءَهم لا سيفُ عَزْمٍ كاهِمٌ ... ولا جَوادُ همَّةٍ بناكلِ

تطْعنُهم مُعْتجِلاً على القَنا ... كرَكِّ لامَيْنِ بفَرْقِ نابلِ

قد يُدرَك المجد بجهْلِ جاهلٍ ... ويُصْحَبُ الذلُّ بعَقْلِ عاقلِ

لا عدِم الناسُ جنَى فضيلةٍ ... منك فأنت مَعْدِنُ الفضائلِ

وكتب إلى القاضي تاج الدين المالكي المكي، قوله:

وحقِّ من أرْتجِي شَفاعَتَهُ ... يوم تكون السماءُ كالمُهلِ

ما سرتُ عنكم ولي حَشاً بسِوَى ... خيالكُم مُذْ نَأيْتُ في شُغُلِ

يا تاجَ دِينِ الإخاءِ ما أنا مَنْ ... يُفْضل عنكم ركائبَ الرُّسُلِ

لكنني قد جعلتُ مُعتَمدِي ... ما أثْبتتْه لنا يدُ الأزَلِ

وخُذْ على البُعدِ ما همَى مطَرٌ ... تحيَّةً من أخيك عبدِ علِي

ومن بدائعه ميميته المشهورة، وهي مما يتغنى بها في نغمة الحجاز.

ومستهلها:

لِمَن العِيسُ عَشِيّاً تترامَى ... تركتْها شُقَق البَيْن سُهامَا

كلما بَرْقَعها نَشْرُ الصَّبا ... لبسَتْ من أحمرِ الدَّمعِ لِثامَا

وترامَتْ خُضَّعاً أعناقُها ... كلما هَزَّ لها البَرْقُ حُسامَا

شَفَّها وَجْدٌ بَراها لِلْحِمَى ... فهْي تَثْنِي لِرُبَى نَجْدٍ زِمامَا

وتَلافاها نسيمٌ حامِلاً ... عن قُرى وَجْرةَ أنْفاسَ الخُزامَى

يا تُرَى من حملتْ لو وقَفُوا ... ساعةً نَشْرَحُ وجداً وغَرامَا

ومن الجهلِ أُراه يَقْظةً ... إنَّني لا أترجَّاه مَنامَا

يا بَني عُذْرةَ هل من آخِذٍ ... بدَمِي المَسْفوحِ مَن حَلَّ الخيامَا

قمرٌ لولا يُرَى بدرُ الدُّجَى ... ما حوَى البَدْرُ كمالاً وتَمَامَا

غادِرٌ لم يَرْعَ مِنِّي نَسَباً ... دون أن يحْفظَ عَهْداً وذِمامَا

نَسَبٌ أيْسَرُه أنَّ الهوى ... بين خَدَّيْه لَهِيباً وضِرامَا

وبجِسْمِي مِن بَقايا حُبِّه ... شِبْهُ طَرْفَيْه فُتوراً وسَقامَا

يا نَدامايَ دَعا خَمْرَكُما ... إن أراق الحِبُّ مِن فِيه مُدامَا

وانْثنِي يا قُضُبَ الْبانِ إذا ... رَنَّحتْ خمرُ اللَّمَى ذاك القَوامَا

وانْسَ يا رَوْضُ أقاحِيكَ غِنىً ... فلقدْ أبْدَى من الثَّغْرِ ابْتسامَا

عاقَب اللهُ بأدْهَى صَمٍَ ... أُذُنِي إن سمِعتْ فيك مَلامَا

وعَمَتْ عن أن ترى ذاك الْبَها ... مُقْلتِي إن زَارَها النومُ لِمَامَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015