ما تجدد في ربيع ذكر وفاته، وتمهد كهف القبول لطالبي فضله وعفاته، وتعزى به كل مصاب في مصيباته، وترجّى شفاعته كل محب فيه متبع لهداياته، وتوفرت للمصلين عليه والمسلمين على جنباته، حظوظ من برّ الله تعالى وأقسام " إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً " الأحزاب: 56 اللهم صلّ عليه من نبي لم يزل بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً، اللهم صلّ عليه من نبي أوجبت حبه وعظّمته تعظيماً، اللهم صلّ عليه من نبي صليت عليه تجلة وتكريماً، وأمرتنا بالصلاة عليه إرشاداً وتعليماً، فلنا بأمرك اقتداء وائتمام، وبحمدك على ما هديتنا افتتاح واختتام، وكلامك يا ربّنا أشرف الكلام، ولوجهك وحده البقاء والدوام " كلّ من عليها فان ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام " الرحمن: 27 " هو الحيّ لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين، والحمد لله ربّ العالمين " غافر: 65 انتهى.

وترجمة ابن الجنان واسعة جدّاً، وكلامه في النبويات نظماً ونثراً جليل، رحمه الله تعالى.

وقال لسان الدين في الإحاطة بعد أن عرف به وأورد له الرسالة من صورته: ومحاسنه عديدة، وآماده بعيدة، ثم قال: إنّه انتقل إلى بجاية فتوفّي بها في عشر الخمسين وستمائة؛ انتهى.

وقال صاحب عنوان الدراية في حق ابن الجنّان المذكور ما ملخصه (?) : الفقيه الخطيب، الكاتب البارع الأديب، أبو عبد الله ابن الجنان، من أهل الرواية والدراية والحفظ والإتقان، وجودة الخط وحسن الضبط، وهو في الكتابة من نظراء الفاضل أبي المطرف ابن عميرة المخزومي، وكثيراً ما كانا يتراسلان بما يعجز عنه الكثير من الفصحاء، ولا يصل إليه إلا القليل من البلغاء، ونثره ونظمه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015