وإرشاده، سلام طيب كريم زاك يخصكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أمّا بعد - فالحمد لله الذي أوضح للحق سبيلاً، ومد ظل رحمته على الخلق ظليلاً، وجعل العدل بحفظ نظام الإسلام كفيلاً، ونزّل الأحكام على قدر المصالح تنزيلاً، ونصب معالم الهدى علماً لمن اقتدى ودليلاً، وألهم إلىما يرضاه عملاً ومعتقداً وقيلاً، وصلواته الطيبة، وبركاته الصّيّبة، على سيد العالمين، وخاتم النبيين، محمد رسوله الذي فضّله بخلته واصطفاه تفضيلاً، وبعثه بالحنيفية السمحة فبينها تبييناً وفصّلها تفصيلاً، ورتبها كما أمره ربّه إباحة وندباً وتحريماً وتحليلاً، حتى ثبتت سنة الله " فلن تجد لسنّة الله تبديلاً، ولن تجد لسنّة الله تحويلاً " (فاطر: 43) وعلى آله وصحبه الذين فهموا ما جاءهم به عليه الصلاة والسلام نصّاً وتأويلاً، وأبقوا من سيرتهم الفاضلة، وأحكامهم العادلة، أساساً للمتقين جليلاً، ومآثر للمقتفين تسبح الأفهام والأقلام في بحارها سبحاً طويلاً، وأمضوا عزائمهم تنسخ بالحق باطلاً وبالهدى تضليلاً، ورضوان الله تعالى يتوالى على خليفته، وحامل أمانته إلى خليقته، الذي كمل الله تعالى له موجبات الإمامة تكميلاً، وأناله من هدي النبوّة أفضل ما كان للهداة منيلاً، سيدنا ومولانا الإمام المنتصر بالله تعالى أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين المتبوّىء من ساحة الشرف والجلالة محلاً شريفاً جليلاً، والمنتخب من بحبوحة بيت الرسالة الذي وجد الوحي عنده معرّساً ومقيلاً، والدعاء له من لدن العزيز القوي بنصر يأتي لإمداده بمدد الملائكة قبيلاً، وفتح يؤتي الإيمان من الظهور بغية وتأميلاً -.
فإنّا كتبناه إليكم كتب الله تعالى لكم عزماً لا يزال عضبه صقيلاً، وعزّاً يروق بإظهار الحق غرّة وتحجيلاً، ورأياً لقداح السداد والنجاح مجيلاً، وسعداً يوصل إلى الإسعاد برضاه توصيلاً، من حضرتنا بمرسية حرسها الله تعالى، ونحن نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو على فضله الذي أناله جسيماً جزيلاً، ونتوكل عليه، توكل من يلجأ في كل أحواله إليه، وكفى بالله وكيلاً، ونستعينه على أمور