واطرحوا الحسد فما ساد حسود، وإياكم والغيبة فباب الخبر معها مسدود، والبخر فما رؤي البخيل وهو مودود. وإياكم وما يعتذر منه فمواقع الخزي لا تستقال عثراتها، ومظنّات الفضائح لا تؤمن غمراتها، وتفقّدوا أنفسكم مع الساعات، وأفشوا السلام في الطرقات والجماعاتن ورقوا على ذوي الزمانات والعاهات، وتاجروا مع الله بالصدقة يربحكم في البضاعات. وعوّلوا عليه وحده في الشدائد، واذكروا ما ورد في ذلك من الآثار، وتعاهدوا أولي الأرحام، والوشائج البادية الالتحام، واحذروا شهادة الزور فإنّها تقطع الظهر، وتفسد السرّ والجهر؛ والرّشا فإنّها تحط الأقدار، وتستدعي المذلّة والصّغار، ولا تسامحوا في لعبة قمر، ولا تشاركوا أهل البطالة في أمر. وصونوا المواعيد من الإخلاف، والأيمان من حنث الأوغاد والأجلاف، وحقوق الله تعالى من الإزراء والاعتساف، ولا تلهجوا بالآمال العجاف، ولا تكلفوا بالكهانة والإرجاف. واجعلوا العمر بين معاش ومعاد، وخصوصية وابتعاد. واعلموا أن الله سبحانه بالمرصاد، وأن الخلق زرع وحصاد، وأقلوا بغير الحالة الباقية الهموم، واحذروا القواطع عن السعادة كما تحذر السموم. واعلموا أن الخير أو الشر في الدنيا محال أن يدوم، وقابلوا بالصبر أذاية المؤذين، ولا تقارضوا مقالات الظالمين، فالله لمن بغي عليه خير الناصرين، ولا تستعظموا حوادث الأيام كلّما نزلت، ولا تضجوا للأمراض إذا أعضلت، فكل منقرض حقير، وكل منقض وإن طال قصير، وانتظروا الفرج، وانتشقوا من جناب الله تعالى الأرج، وأوسعوا بالرجاء الجوانح، [واجنحوا إلى الخوف من الله تعالى فطوبى لعبد إليه جانح] (?) ، وتضرعوا إلى الله تعالى بالدعاء، والجأوا إليه في البأساء والضّرّاء،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015