فسحة ممتدة، وسبل الله تعالى غير منسدة، ما لم ينبذ إلى الله تعالى بأمانه، ويغمس في الحرام بيده أو لسانه، قال الله تعالى في كتابه الذي هدى به سنناً قويماً، وجلى من الجهل والضلال ليلاً بهيماً " ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً " النساء: 93 واجتناب الزنا وما تعلّق به من أخلاق من كرمت طباعه، وامتد في سبيل السعادة باعه، لو لم تتلقّ نور الله الذي لم يهد شعاعهه، فالحلال لم تضق عن الشهوات أنواعه، ولا عدم إقناعه، ومن غلبت عليه غرائز جهله، فلينظر هل يحب أن يزنى بأهله، والله قد أعدّ للزاني عذاباً وبيلاً، وقال " ولا تقربوا الزنا إنّه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً " النساء: 22.
والخمر أم الكبائر، ومفتاح الجرائم والجرائر، واللهو لم يجعله الله في الحياة شرطا، والمحرم قد أغنى عنه بالحلال الذي سوّغ وأعطى، وقد تركها في الجاهلية أقوام لم يرضوا لعقولهم بالفساد، ولا لنفوسهم بالمضرة في مرضاة الأجساد، والله تعالى قد جعلها رجساً محرماً على العباد، وقرنها بالأنصاب والأزلام في مباينة السّداد.
ولا تقربوا الربا فإنّه من مناهي الدين، والله تعالى يقول " وذروا ما بقي من الرّبا إن كنتم مؤمنين " البقرة: 278 وقال: " فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله " البقرة: 279 في الكتاب المبين، ولا تأكلوا مال أحد بغير حق يبيحه، وانزعوا الطمع عن ذلك حتى تذهب ريحه، والتمسوا الحلال يسعى فيه أحدكم على قدمه، ولا يكل اختياره إلا للثقة من خدمه، ولا تلجأوا إلى المتشابه إلاّ عند عدمه، فهو في السلوك إلى الله تعالى أصل مشروع، والمحافظ عليه مغبوط، وإياكم والظلم فالظالم ممقوت بكل لسان، مجاهر الله تعالى بصريح العصيان، والظلم ظلمات يوم القيامة كما ورد في الصحاح الحسان. والنميمة فساد وشتات، لا يبقى عليه متات، وفي الحديث " لا يدخل الجنّة قتّات " (?) .