لانهتاك ذمار نبيّهم المختار، وحركة سلطانهم بتلك الأقطار والأمصار، ومدافعة أحزاب الشيطان وأهل النار، فاسألوا الله تعالى إعانتهم على هذا المقصد الكريم الآثار، والسعي الضمين للعزّ والأجر والفخار، والسلام الكريم يخصّكم أيها الأولياء ورحمة الله وبركاته؛ انتهى.
وممّا كتبه ابن لسان الدين رحمه الله تعالى على لسان سلطانه الغني بالله تعالى والنظر إليهم بعين الشفقة ما صورته:
هذا كتاب كريم أصدرناه بتوفيق الله تعالى شارحاً للصدور، مصلحاً بإعانة الله تعالى للأمور، ملحفاً العدل (?) والإحسان الخاصة والجمهور، يعلم من يسمعه أو يقف عليه، ومن يقرؤه ويتدبر (?) ما لديه، ما عاهدنا الله تعالى عليه من تأمين النفوس وحقن الدماء، والسير في التجافي عنها على السّنن السّواء، ورفع التناوب عن البعيد منها والقريب، والمساواة (?) في العفو والغفران بين البريء منها والمريب، وحمل من ينظر بعين العداوة في باطن الأمر محمل الحبيب، وترك ما يتوجّه بأمر المطالبات، ورفض التبعات، ممّا لا يعارض حكماً شرعياً، ولا يناقض سنناً في الدين مرعيّاً، فمن كان رهن تبعة أو طريد تهمه، أو منبوزاً (?) في الطاعة بريبة توجب أن نريق دمه (?) ، فقد سحبنا عليه ظلال الأمان وألحفناه أثواب العفو والغفران، ووعدناه من نفسنا مواعد الرفق والإحسان، حكماً عامّاً، وعفواً تامّاً، فاشياً في جميع الطبقات، منسحباً على الأصناف المختلفات، عاملنا في ذلك من يتقبل الأعمال، ولا يضيع السؤال، واستغفرنا عن نفسنا وعمن أخطأ علينا من رعيتنا ممن يدرأ الشرع غلطته،