فصدّق الحاكي ما أبصرته ... وفاق ما عاينته ما قد حكى

فسهّلت رؤيته جهد السرى ... وأشكت الأيام من كان شكا

عجبت للأيّام من عزّ بها ... ذلّ، ومن يضحك بها يوماً بكى

فكم لها من كرّة على فتى ... جلد إذا ما لهب الحرب ذكا

تجتنب الأسد سطاه في الوغى ... فذلّ حتى صار قصواه بكا

وكم صريع غادرت ليس له ... من ملجإ يوماً ولا من مشتكى

عدت على نفس عديّ وسقت ... منها ابن حجر كأس سمّ كالذكا (?)

واستلبت ملك بني ساسان لم ... تترك له على اللّيالي مرتكى (?)

لم يأمن المأمون من صولتها ... ولا ابن هند من عواديها خلا

وأتبعت جعفراً الفضل وكم ... بات الطلا (?) يسقيهما صرف الطلا

وغالت الزبّاء في منعتها ... فأظفرت عمراً بها فما ألا (?)

وأنفذت في آل بكر حكمها ... وجرّعت مهلهلاً كأس البلا

وكم سبت من سبإ من نعمة ... فمزّقوا في كلّ قفر وفلا

وأهلكت عاداً وأفنت جرهماً ... وزوّدت منها تميماً بالصّلى (?)

فرعون موسى أولجت في لجة ... فمات قهراً بعد عزّ وعلا

وأظفرت بابن زياد مثلما ... أفنت يزيد حسرة لمّا اعتلى

وسيف استلّته من غمدانه ... من بعد ما قد خضعت له الطّلى (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015