أضاحك الزهر في الكمام ... مباهياً روضه الوسيم
وأفضح الغصن في القوام ... إن هبّ من جوّها نسيم
بينا أنا والشباب ضاف ... وظلّه فوقنا مديد
ومورد الأنس فيه صاف ... وبرده رائق جديد
إذ لاح في الفود غير خاف ... صبح به نبّه الوليد
أيقظ من كان ذا منام ... لمّا انجلى ليله البهيم
وأرسل الدمع كالغمام ... في كلّ وادٍ به أهيم
يا جيرة عهدهم كريم ... وفعلهم كلّه جميل
لا تعذلوا الصبّ إذ يهيم ... فقبله قد صبا جميل
القرب من ربعكم نعيم ... وبعدكم خطبه جليل
كم من رياض به وسام ... يزهى بها الرائض (?) المسيم
غديرها أزرق الجمام ... ونبتها كلّه جميم (?)
أعندكم أنّني بفاس ... أكابد الشوق والحنين
أذكر أهلي بها وناسي ... واليوم في الطول كالسنين
الله حسبي فكم أقاسي ... من وحشة الصحب والبنين
مطارحاً ساجع الحمام ... شوقاً إلى الإلف والحميم
والدمع قد لجّ في انسجام ... وقد وهى عقده النظيم