وبها من النّقل الشهيّ مذكّر ... عهداً تولّى ليته يتوالى
لله منها خضرة من حضرة ... تغني العفاة وتحسب الآمالا
أذكرتني العهد القديم ومعهداً ... كانت شموس الراح فيه تلالا
فأردت تجديد العهود وإنّما ... كتب المشيب على عذاري لا لا
فأدرت من ذكراك كأس مدامة ... وشربت من حبي لها جريالا
فبقيت شمساً في سماء خلافة ... لا يستطيع لها الزمان زوالا ومنها يوم عاشوراء:
يا أيها المولى الذي بركاته ... رفعت لواء للنّدى منشورا
لك راحة تزجي الغمام بأنمل ... فجرّت منها بالنوال بحورا
واليوم موسم قربة وعبادة ... وغداً، ظفرت بأجره، عاشورا
راعيت فيه سنّة نبويّة ... تروي الثقات حديثه المشهورا
لا زلت عامك كلّه في غبطة ... لقّيت منها نضرة وسرورا ومنها في بعض قطعة:
واليت ما أوليت يا بحر النّدى ... ووحقّ جودك ما رأيت كهذه
فإذا يهزّ لها اللسان حسامه ... فصفات فخرك قد قضت بنفاذه
علّمت فرسان الكلام نظامها ... كتعلّم التلميذ من أستاذه
والبحر تمتار السحائب ماءه ... فتجوده من غيثها برذاذه ومنها، وقد أهداه باكوراً:
يا وارث الأنصار وهي مزيّة ... بفخارها أثنى الكتاب المنزل
أهديتني الباكور وهي بشارة ... ببواكر الفتح الذي يستقبل