وعناية الله اشتملت رداءها ... وعلقت منها عروة لا تفصّل
فالجود إلاّ من يديك مقتّرٌ ... والغيث إلاّ من نداك مبخّل
والعمر إلاّ تحت ظلك ضائع ... والعيش إلاّ في جنابك ممحل
حيث الجهاد قد اعتلت راياته ... حيث المغانم للعفاة تنفّل
حيث القباب الحمر ترفع للقرى ... قد عام (?) في أرجائهنّ المندل
يا حجّة الله التي برهانها ... عزّ المحقّ به وذلّ المبطل
قل للذي ناواك يرقب (?) يومه ... فوراءه ملك يقول ويفعل
والله جلّ جلاله إن أمهلت ... أحكامه مستدرجاً لا تهمل
يا ناصر الإسلام وهو فريسة ... أسد الفلا (?) من حولها تتسلّل
يا فخر أندلس وعصمة أهلها ... لك فيهم النعمى التي لا تجهل
لا يهمل الله الذين رعيتهم ... فلأنت أكفى والعناية أكفل
لا يبعد النصر العزيز فإنّه ... آوى إليك وأنت نعم الموئل
لولا نداك لها لما نفع الندى ... ولجفّ من ورد الصنائع منهل
لولاك كان الدين يغمط حقّه ... ولكان دين النصر فيه يمطل
لكن جنيت الفتح من شجر القنا ... وجنى الفتوح لمن عداك مؤمّل (?)
ولقبل ما استفتحت كلّ ممنّعٍ ... من دونه باب المطامع مقفل
ومتى نزلت بمعقل متأشّب ... فالعصم من شعفاته تستنزل
وإذا غزوت فإنّ سعدك ضامن ... أن لا تخيب وأنّ قصدك يكمل
فمن السعود أمام جيشك موكب ... ومن الملائك دون جندك جحفل