وذاهبة في الجوّ ملء عنانها ... وقد لفعتها السحب برد عنانها

يفوت ارتداد الطّرف لمح عيانها ... وختّمت الجوزاء سبط بنانها وصاغت لها حلي النجوم مقيّدا ...

أراها عمود الصبح علو المصاعد ... وأوهمها قرب المدى المتباعد

ففاتته سبقاً في مجال الرواعد ... وأتحفت الكفّ الخضيب بساعد فطوقت الزّهر النجوم بها يدا ...

وقد قذفتها للعصيّ حواصب ... قد انتشرت في الجوّ منها ذوائب

تزاور منها في الفضاء حبائب ... فبينهما من قبل ذاك مناسب لأنهما في الروض قببل تولّتدا ...

بنات لأمّ قد حبين لروحها ... دعاها الهوى من بعد كتم لبوحها

فأقلامها تهوي لخطّ بلوحها ... فبالأمس كانت بعض أغصان دوحها فعادت إليها اليوم من بعد عوّدا ...

ويا ربّ حصن في ذراها قد اعتلى ... أنارت بروج الأفق في مظهر العلا

بروج قصور شدتها متطولا ... فأنشأت برجاً صاعداً متنزلا يكون رسولاً بينها مترددا ...

وهل هي إلاّ هالةٌ حول بدرها ... يصوغ لها حلياً يليق بنحرها

تطوّر أنواعاً تشيد بفخرها ... فحجلٌ برجليها وشاح بخصرها وتاج بأعلى رأسها قد تنضدا (?) ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015