خذوا بدم المشتاق لحظاً أراقه ... وبرقاً بأعلام الثنيّة شاقه
وإن كلفوه فوق ما قد أطاقه ... يبث حديثاً ما ألذ مساقه خليفتنا المولى الإمام محمّدا ...
تقلّد حكم العدل ديناً ومذهبا ... وجور الليالي قد أزاح وأذهبا
فيا عجباً للشوق أذكى وألهبا ... وسلّ صباحاً صارم البرق مذهبا وقد بات في جفن الغمامة مغمدا ...
يذكّرني ثغراً لأسماء أشنبا ... إذا ابتسمت تجلو من الليل غيهبا
كعزم أمير المسلمين إذا احتبى ... وأجرى به طرفاً من الصبح أشهبا وأصدر في ذات الإله وأوردا ...
فسبحان من أجرى الرياح بنصره ... وعطّر أنفاس الرياض بشكره
فبرد الصّبا يطوى على طيب نشره ... ومهما تجلّى وجهه وسط قصره ترى هالةً بدر السماء بها بدا ...
إمامٌ أفاد المعلوات زمانه ... فما لحقت زهر النجوم مكانه
ومدّ على شرق وغرب أمانه ... ولا عيب فيه غير أنّ بنانه تغرّق مستجديه في أبحر الندى ...
هو البحر مدّ العارض المتهلّلا ... هو البدر لكن لا يزال مكمّلا
هو الدهر لا يخشى الخطوب ولا ولا ... هو العلم الخفّاق في هضبة العلا هو الصارم المشهور في نصرة الهدى ...
أما والذي أعطى الوجود وجوده ... وأوسع من فوق البسيطة جوده
لقد أصحب النصر العزيز بنوده ... ومدّ بأملاك السماء جنوده وأنجز للإسلام بالنصر موعدا ...