وغدا الإنسان شيخاً هرماً ... واعتراه لاعجٌ من وجس
فات إذ مات فيقضي ندما ... واغتنام الوقت شغل الكيّس
لا تدع عمرك يمضي هدرا ... أنت إذ ذاك جبانٌ غافل
وارق بالجهد من السؤل الذرا ... واجتهد والضرع ضخم حافل
إنّما الأيام أمثال الشّرى ... والجريء الشهم ليثٌ باسل
ووحوش الإنس تسعى مغنما ... بارداً للأسد المفترس
ترك الوهم وخاض الظّلما ... وله العزم أضا كالقبس
ليس يحظى بالمنى إلاّ الذي ... كابد الأهوال حتى ظفرا
كان للراحة كالمنتبذ ... من وراء الظهر أنّى ظهرا
مثلما قد بات ذا طرف قذي ... يقطع الليل جميعاً سهرا
في طلاب العلم حتى علما ... أنّه يملا بروح القدس
أحمد الناصب فينا علما ... للتقى فاز به من يأتسي
حلّ في مصر وإن كان العلا ... قد عفت لما اعتراها في خلل
ورياض الفضل لمّا أن علا ... نقع جهل جفّ منهن البلل
ازدرت أغصانها حتى خلا ... قاعها من عذب ما يشفي العلل
نفرت إذ حلّ فيها كالسما ... وهو بدر بكمال مكتس
حوله الطلاب كالشهب سما ... قدرها من نوره المقتبس
أيّها الطالب للعلم اتئد ... ليس إلا بابه ينفعكا
إن ترم نيل المرجّى فاجتهد ... في اتّباع للذي يرفعكا
علم من يعمل إكسير فزد ... منه واترك حاسداً يدفعكا