الأبوة، بادي الاستقامة، حسن الأخلاق، تولى أعمالاً، كتب إلي وقد أبى عملاً عرض عليه بقوله:
أأصمت ألفاً ثم أنطق بالخلف ... وأفقد إلفاً ثم آنس بالجلف
وأمسك دهري ثم أفطر علقماً ... ويمحق بدري ثم ألحق بالخسف
وعزكم لا كنت بالذل عاملاً ... ولو أن ضعفي ينتهي بي إلى الحتف
فإن تعلموني في تصرف عزة ... وعدل وإلا فاحسموا علة الصرف
بقيتم وسحب العفومنكم تظلني ... وحظ ثنائي دائماًثاني العطف [37 - مخاطبة أبي محمد الأزدي للسان الدين]
وقال في ترجمة أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الأزدي ما صورته: وخاطبني لما وليت خطة الإنشاء وغيرها في أواخر عام تسعة وأربعين وسبعمائة بما نصه:
حشاشة نفس أعلنت لمذيبها ... بتذكار أيام الوصال وطيبها
ونادته رحمى أحييها نفس مد نف ... تموت إذا لم تحيها بوجيبها
فداو بقرب منك لاعج وجدها ... وفيض أماقيها، وطول نحيبها
وقد بلغت حداً به صح في الهوى ... وأحكامه ثوب الضنى في نصيبها
وهل يتداوى داء نفس تعيسة ... إذا كان يوماً داؤها من طبيبها
لعل أوار الوجد تخمد ناره ... فيبرد عنها ما بها من لهيبها
إليك حداها الشوق يا بدرها الذي ... يعز عليها منه طول مغيبها
سلكت بها سبل الهوى فهي تبتغي ... لقاك وتبغي غفلة من رقيبها
اجبها بإبقاء عليها فإنها ... ستفنى إذا ما لم تكن بمجيبها
ومل نحوها بالود فهي قد أذعنت ... كما تذعن الأقلام لابن خطيبها
وحيد الزمان الماهر الباهر الحلى ... وجهبذ آداب العلا وأديبها
إمام معاليها، وبحر علومها ... وبدر دياجيها، وصدر شعوبها