[22 - من ابن سلبطور إلى لسان الدين]
قال في " الإحاطة " في ترجمة ابن سلبطور ما نصه: ومما خاطبني به:
تالله ما أورى زناد القلق ... سوى بريق لاح لي بالأبرق
أيقنت بالحين فلولا نفحةٌ ... نجديةٌ منكم تلافت رمقي
لكنت أقضي بتلظي زفرةٍ ... وحسرةٍ بين القلوب موقف التفريق
فآه من هول النوى وما جنى ... على القلوب موقف التفرق
يا حاكي الغصن انثني متوجاً ... بالبدر تحت لمة من غسق
الله في نفس معنى أقصدت ... من لاعج الشوق بما لم تطق
أتى على أكثرها برح الأسى ... دع ما مضى منها وأدرك ما بقي
ولو بإلمام خيالٍ في الكرى ... إن ساعد الجفن رقيب الأرق
فرب زورٍ من خيالٍ زائر ... أقر عيني وإن لم يصدق
شقيت من برح الأسى لو أن من ... أصبح رقي في يديه معتقي
ففي معاناة الليالي عائقٌ ... عن التصابي وفنون العلق
وفي ضمان ما يعاني المرء من ... نوائب الدهر مشيب المفرق
هذا لعمري مع أني لم أبت ... منها بشكوى روعة أوفرق
فقد أخذت من الخطوب غدرها ... بابن الخطيب الأمن مما أتقى
فخر الوزارة الذي ما مثله ... بدرٌ علا في مغربٍ أومشرق
ومذ أرانيه زماني لم أبل ... من صرفه بمرعدٍ أومبرق
لاسيما منذ حططت في حمى ... مقامه (?) الأمنع رحل أينقى
أيقنت أني في رجائي لم أخب ... وأن مسعى بغيتي لم يخفق
ندبٌ له في كل حسنٍ آيةٌ ... تنساب في الخلق أوفي الخُلُقِ