وأومض خفاق الذؤابة بارقٌ ... فطارت بقلبي أنهٌ وزفير

ويهفو فؤادي كلما هبت الصبا ... أما لفؤادي في هواك نصير

ووالله ما أدري أذكرك هزتي ... أم الكأس ما بين الخيام تدور

فمن مبلغٌ عني النوى ما يسوءها ... وللبين حكمٌ يتعدى ويجور

بأنا غداً أوبعده سوف نلتقي ... ونمسي ومنا زائرٌ ومزور

إلى كم أرى أكني ووجدي مصرحٌ ... وأخفي اسم من أهواه وهو شهير

أمنجد آمالي، ومغلي كاسدي ... ومصدر جاهي، والحديث كثير

أأنسى، ولا أنسى، مجالسك التي ... بها تلتقي نضرةٌ وسرور

نزورك في جنح الظلام وننثني ... وبين يدينا من حديثك نور

على أنني إن غبت عنك فلم تغب ... لطائف لم يحجب لهن سفور

نروح ونغدو كل يوم وعندها ... رواحٌ علينا دائمٌ وبكور

فظلك فوقي حيثما كنت وارفٌ ... ومورد آمالي لديك نمير

وعذراً فإني إن أطلت فإنما ... قصاراي من بعد البيان قصور وكتب إليه خاتمة رسالة كذلك:

وحقك ما استطعمت بعدك غمضةً ... من النوم حتى آذن النجم بالغروب

وعارضت مسرى الريح قلت لعلها ... تنم بريا منك عاطرة الهبوب

إلى أن بدا وجه الصباح كأنه ... محياك إذا يجلوبغرته الخطوب

فقلت لقلبي استشعر الأنس وابتهج ... فإن تبعد الأجسام لم تبعد القلوب

وسر في ضمان الله حيث توجهت ... ركابك لا تخشى الحوادث أن تنوب قلت هذه غاية في معناها، ولولا خروجها عن القواعد في ترتيب قافيتها ومبناها، فانظر إلى تحوله عن لسان الدين بعد هذه المدائح، ونسبته إليه بعده القبائح، والإنسان خوان، إلا النادر من الإخوان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015