ما هان كسب المعالي أوتناولها ... بل هان في ذاك ما يلقاه طالبه (?)

لولا سرى الفلك السامي لما ظهرت ... آثاره ولما لاحت كواكبه

في ذمة الله ركب للعلا ركبوا ... ظهر السرى فأجابتهم نجائبه

يرمون عرض الفلا بالسير عن عرض ... طي السجل إذا ما جد كاتبه

كأنهم في فؤاد الليل سر هوى ... لولا الضرام لما خفت جوانبه

شدوا على لهب الرمضاء وطأتهم ... فغاض في لجة الظلماء راسبه

وكلفوا الليل من طول السرى شططاً ... فخلفوه وقد شابت ذوائبه

حتى إذا أبصروا الأعلام مائلة ... بجانب الحرم المحمي جانبه

بحيث يأمن من مولاه خائفه ... من ذنبه وينال القصد راغبه

فيها وفي طيبة الغراء لي أمل ... يصاحب القلب منه ما يصاحبه

إن أنس (?) لا أنس أياماً بظلهما ... سقى ثراه عميم الغيث ساكبه

شوقي إليها وإن شط المزار بها ... شوق المقيم وقد سارت حبائبه

إن ردها الدهر يوماً بعدما عبثت ... في الشمل منا يداه لانعاتبه

معاهد شرفت بالمصطفى فلها ... من فضله شرف تعلو مراتبه (?)

محمد المجتبى الهادي الشفيع إلى ... رب العباد أمين الوحي عاقبه

أوفى الورى ذمماً، أسماهم همماً ... أعلاهم كرماً، جلت مناقبه

هو المكمل في خلق وفي خلق ... زكت حلاه كما طابت مناسبه

عناية قبل بدء الخلق سابقة ... من أجلها كان آتيه وذاهبه

جاءت تبشرنا الرسل الكرام به ... كالصبح تبدو تباشيراً كواكبه

أخباره سر علم الأولين وسل ... بدير تيماء ما أبداه راهبه

تطابق الكون في البشرى بمولده ... وطبق الأرض أعلاماً تجاوبه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015