وسكوناً في طيه إدراك وتفهم، عني بالدراية والتقييد، ومال في النظم إلى بعض التوليد، وله أصالة نبتت في السرو عروقها، وتألقت في سماء المجادة بروقها، وتصرف بين النيابة في الأحكام الشرعية، وبين الشهادات العلمية المرعية؛ انتهى.
ورأيت بخط أبي الحسن علي بن لسان الدين على هامش هذا المحل من الإحاطة ما صورته: رحمة الله عليه ما أعذب حلاوته، وأعظم مروءته، وأكرم أصالته، وبنوالبلوى ذووحسب، وأهل نعيم، وتربية ملوكية، حياهم الله وبياهم! قال ذلك حبيبهم وأخوهم علي بن الخطيب؛ انتهى.
[18 - من ابن مرزوق إلى لسان الدين]
وقال لسان الدين رحمه الله تعالى عند ذكر الخطيب الرئيس أبي عبد الله محمد بن مرزوق التلمساني ما صورته: ولما قدمت على مدينة فاس في غرض الرسالة خاطبني بمنزل (?) الشاطبي على مرحلة منها بما نصه:
يا قادماً وافى بكل نجاح ... أبشر بما تلقاه من أفراح
هذي ذرى ملك الملوك فلذ بها ... تنل المنى وتفز بكل سماح
مغنى الإمام أبي عنان يممن ... تظفر ببحر في العلا طفاح
من قاس جود أبي عنان في الندى ... بسواه قاس البحر بالضحضاح
ملك يفيض على العفاة نواله ... قبل السؤال وقبل بسطة راح
فلجود كعب وابن سعدى (?) في الندى ... ذكر محاه عن نداه ماحي
ما إن سمعت ولا رأيت بمثله ... من أريحي للندى مرتاح
بسط الأمان على الأنام فأصبحوا ... قد ألحفوا منه بظل جناح
وهمى على العافين سيب نواله ... حتى حكى سح الغمام الساحي