ومن أبطحي نيط منه نجاده ... (بجيد معم في العشيرة مخول)
أزالوا ببدر عن بروجهم العدا ... (كما زلت الصفواء بالمتنزل)
وفادوا ظباهم ولا بفتك فتى ولا ... (كبير أناس في بجاد مزمل)
وفضي جموعاً فدفداً جامعاً بها ... (لنا بطن حقف ذي ركام عقنقل)
وأحموا وطيساً في حنين كأنه ... (إذا جاش فيه جميه غلي مرجل)
ونادوا بنات النبع بالنصر أثمري ... (ولا تبعدينا من جناك المعلل)
وممن له سددت سهمين فاضربي ... (بسهمين في أعشار قلب مقتل)
فما أغنت الأبدان درع بها اكتست ... (ترائبها مصقولة كالسجنجل)
وأضحت لواليها ومالكها العدا ... (يقولون لا تهلك أسى وتجمل)
وقد فر منصاع كما فر خاضب ... (لدى سمرات الحي ناقف حنظل)
وكم قال يا ليل الوغى طلت فانبلج ... (بصبح وما الإصباح منك بأمثل)
فليت جوادي لم يسر بي إلى الوغى ... (وبات بعيني قائماً غير مرسل)
وكم مرتق أوطاس منهم بمسرج ... (متى ما ترق العين فيه تسهل)
وقرطه خرصاً كمصباح مسرج ... (أمال السليط بالذبال المفتل)
فيرنو لهاد فوق هاديه طرفه ... (بناظرة وحش وجرة مطفل)
ويسمع من كافورتين بجانبي ... (أثيث كقنو النخلة المتعثكل)
ترفع أن يعزى له شد شادن ... (وأرخاء سرحان وتقريب تتفل)
ولكنه يمضي كما مر مزبد ... (يكب على الأذقان دوح الكنهبل)
ويغشى العدا كالسهم أو كالشهاب أو ... (كجلمود صخر حط من عل)
جياد أعادت رسم رستم دارساً ... (وهل عند رسم دارس من معول)
وريعت بها خيل القياصر فاختفت ... (جواحرها في صرة لم تزيل)
سبت عرباً من نسوة العرب تستبي ... (إذا ما اسبكرت بين درع ومجول)
وكم من سبايا الفرس والصفر أسهرت ... (نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل)