ومن لي بأن يدنو لقاكم تعطفاً ... ودهري عني دائماً عطفه ثاني
سقى عهدهم (?) بالخيف عهد تمده ... سوافح دمع من شؤوني هتان
وأنعم في شط العقيق أراكة ... بأفيائها ظل المنى والهوى داني
وحيا ربوعاً بين مروة والصفا ... تحية مشتاق بها الدهر حيران
ربوعاً بها تتلو الملائكة العلا ... أفانين وحي بين ذكر وقرآن
وأول أرض باكرت عرصاتها ... وطرزت البطحا سحائب إيمان
وعرس فيها للنبوة موكب ... هو البحر طام (?) فوق هضب وغيطان
وأدى بها الروح الأمين رسالة ... أفادت بها البشرى مدائح عنوان
هنالك فض ختمها (?) أشرف الورى ... وفخر نزار من معد بن عدنان
محمد خير العالمين بأسرها ... وسيد أهل الأرض مِ الإنس والجان
ومن بشرت في بعثه قبل كونه ... نوامس كهان وأخبار رهبان
وحكمة (?) هذا الكون لولاه ما سمت ... سماء ولا غاضت طوافح طوفان
ولا زخرفت من جنة الخلد أربع ... تسبح فيها أدم حور وولدان (?)
ولا طلعت شمس الهدى غب دجية ... تجهم من ديجورها ليل كفران
ولا أحدقت بالمذنبين شفاعة ... يذود بها عنهم زباني نيران
له معجزات أخرست كل جاحد ... وسلت على المرتاب صارم برهان
له انشق قرص البدر شقين وارتوى ... بماء همى من كفه كل ظمآن
وأنطقت الأصنام نطقاً تبرأت ... إلى الله فيه من زخارف ميان
دعا سرحة عجما فلبت وأقبلت ... تجر ذيول الزهر ما بين أفنان