جالت عقولهم مجال تفكر وجلالة فبدا لها الكتمان
ركبت بحار الفهم في فلك النهى وجرى بها الإخلاص والإيمان
فرست بهم لما انتهوا بجفونهم ... مرسى لهم فيه غنى وأمان (?) 66 - وقال أبو جعفر ابن خاتمة رحمه الله تعالى:
يا من يغيث الورى من بعدما قنطوا ارحم عباداً أكف الفقر قد بسطوا
عودتهم بسط أرزاق بلا سبب سوى جميل رجاء نحوه انبسطوا
وعدت بالفضل في ورد وفي صدر بالجود إن أقسطوا والحلم إن قسطوا
عوارف ارتبطت شم الأنوف لها وكل صعب بقيد الجود يرتبط
يا من تعرف بالمعروف فاعترفت بجم إنعامه الأطراف والوسط
وعالماً بخفيات الأمور فلا وهم يجوز عليه لا ولا غلط
عبد فقير بباب الجود منكسر من شأنه أن يوافي حين ينضغط
مهما أتى يمد الكف أخجله قبائح وخطايا أمرها فرط
يا واسعاً ضاق خطو الخلق عن نعم منه إذا خطبوا في شكرها خبطوا
وناشراً بيد الإجمال رحمته فليس يلحق منه مسرفاً قنط
ارحم عباداً بضنك العيش قد قنعوا فأينما سقطوا بين الورى لقطوا
إذا توزعت الدنيا فما لهم غير الدجنة لحف والثرى بسط
لكنهم من ذرا علياك في نمط سام رفيع الذرى ما فوقه نمط
ومن يكن بالذي يهواه مجتمعاً فما يبالي أقام الحي أم شحطوا