إمام النثر والمنظوم فتح جميع الناس ليل وهو صبح

له قلم جليل لا يجارى يقر بفضله سيف ورمح

يباري المزن ما سحت سماحاً وإن شحت فليس لديه شح

وكان مرتسماً في عسكر قرطبة، وكان ابن سراج يقوم له بكل ما يبغي تطلبه، خبفة من لسانه، ومحافظة على إحسانه، ولما خرج إلى إقليش خرج معه، وجعل يساير من شيعه، فلما حصلوا بفحص سرادق، وهو موضع توديع المفارق للمفارق، قرب منه أبو الحسين ابن سراج لوداعه، وأنشده في تفرق الشمل وانصداعه:

هم رحلوا عنا لأمر لهم عنا فما أحد منهم على أحد حنا

وما رحلوا حتى استقادوا نفوسنا كأنهم كانوا أحق بها منا

فيا ساكني نجد لتبعد داركم ظننا بكم ظناً فأخلفتم الظنا

غدرتم ولم أغدر، وخنتم ولم أخن وقلتم ولم أعتب، وجرتم وما جرنا

وأقسمتم أن لاتخونون في الهوى فقد، وذمام الحب، خنتم وما خنا

ترى تجمع الأيام بيني وبينكم ويجمعنا دهر نعود كما كنا

فلما استتم إنشاده لحق بالسلطان واعتذر إليه بمريض خلفه، وهو يخاف تلفه، فأذن له بالانصراف، وكتب إلى أبي الحسين ابن سراج:

أما والهدايا ما رحلنا ولا حلنا وإن عن من دون الترحل ما عنا

تركنا ثواب الفضل والعز للعزى (?) ... على مضض منا وعدنا كما كنا وليس لنا عنكم على البين سلوة وإن كان أنتم عندكم سلوة عنا

وجمعتنا عشية بربض الزجالي (?) بقرطبة، ومعنا لمة من الإخوان وهو في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015